Les soeurs antonines

رسالتنا فرح البشارة !

الراهبة الأنطونيّة
الراهبة الأنطونية تعطي ذاتها بالصلاة والعمل، في قلب رهبانيتها وفي الكنيسة،

محققة بذلك سرّ تكرسها للرب الذي يحبها ويدعوها لاتباعه وللمشاركة برسالته.

هي منفتحة على تقنيات التواصل الحديثة من أجل ايصال فرح الانجيل الى العالم كلّه.

انها تشكر الرب على هذه الوسائل، وتدعوكأنت شخصياَ، للمشاركة بفرح البشارة !

دعوتي

دعوتي

جديدنا

أحدث الأخبار

Voir > http://www.facebook.com/groups/Soeurs.Antonines.SG

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد
خريطة الموقع

الراهبة الأنطونيّة

من نحن

تاريخنا وتطورنا

هويتنا وروحانيتنا

رسالتنا

خدمة السلطة

قطاعات رسالتنا

بيوت للصلاة والرياضات الروحية

الرسالة التربويّة

الرسالة الإجتماعيّة – الصحيّة

بيوت الضيافة

الرسالة الفنّية

الرسالة الإعلاميّة

مواقع رسالاتنا

عبر العالم

جديدنا

منشوراتنا

صور

مواقع إلكترونية
من نحن
تاريخنا وتطورنا

تعود جذور رهبانيّتنا إلى المتوحّدات الأنطونيّات المعروفات بمتوحّدات مار اشعيا، اللواتي كنّ موجودات في لبنان منذ بداية القرن الثامن عشر، واليوم أصبحت جمعيّة رهبانيّة رسوليّة.

تأسّسـت الرهبانيّة الأنطونيّة من مجمع مار أشعيـا في ديـر مـار أشعيا الواقع على تلّة عرنتا– برمانا، في الخامس عشر من آب 1700، بمبادرة المطران جبرائيل البلوزاني ومساعدة الراهبين رزق الله السبعلي وبطرس البزعوني من سيّدة طاميش أوّلاً، ثمّ على يد الآباء سليمان المشمشاني وعطا الله تريكي وبطرس عطايا. وتثبّتت قوانين المتوحّديـن الأنطونيّين والمتوحدّات الأنطونيّات من الطقس الإنطاكي المارونيّ، في السابع عشر من كانون الأوّل 1740 في أثناء عهد البابـا إكليمنضوس الثاني عشـر بالمرسـوم الذي بـدؤه "مراحم الآب"

(Misericordiarum Pater). وبعد عدّة تنقّلات بين أديرة سيّدة بكركي ومار سمعان العامودي في بسكنتا ومار أنطونيوس في بعبدا ومار بطرس وبولس في القطّين وغيرها، استقّرت المتوحّدات الأنطونيّات في ديرَي مار الياس، غزير سنة 1748، ومار أنطونيوس، جزين سنة 1774.

في العاشر من أيّار 1932، انتقلت الأختان إيزابيل خوري ومريم عون من دير مار أنطونيوس البادواني في جزين إلى دير مار ضومط، روميه المتن استجابة لطلبهما وبقرار من مجلس المدبّرين الأنطونيّين. وفي العاشر من نيسان 1940، سمح الكرسي الرسولي للراهبات المتوحّدات الأنطونيّات أن يبدأن بعمل رسولي خارج الدير. وسنة 1942، تبنّين رسوم الرهبانيّات المارونيّات الثلاث. وتنفيذًا لأحكام تعليمات المجمع المقدّس التي بدؤها (De différents côtés) والصادرة في السادس من حزيران 1953، اختارت راهباتنا جميعهنّ أن ينصرفن إلى أعمال الرسالة خارج الدير، مع الاحتفاظ بالحياة الديريّة المشتركة وحياة التأمّل والصلاة، وأن يبـرزن النذور الرهبانيّـة البسـيطة، فأنشأن جمعيّة رهبانيّـة حبريّة، تجمع في آن معًا الحياة التأمليّة والحياة الرسوليّة ضمن الحياة الديريّة المشتركة، وتثبّتت قوانيننا الجديـدة فـي السابع عشر من كانون الأوّل 1958. وبعد المجمع الفاتيكاني الثاني، عقدت الرهبانيّة عدّة مجامـع عامّة من أجل "تجديد الحياة الرهبانيّة تجديدًا ملائمًا"، وتثبّتت رسومنا وقـوانيننـا فـي الثامن من شباط 1976 لسبع سنوات على سبيل الإختبار.

وبعد نقل مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة إلى اللغة العربيّة سنة 1993، أتمّت الرهبانيّة في ضوئها صياغة الرسوم والقوانين وأحالتها في الحادي عشر من تمّوز 1995 إلى الكرسي الرسولي لتثبيتها، وجاءت الموافقة عليها في السادس والعشرين من نيسان 1996.

جـذورنـا

. وحده الإنجيل ولا شيء سواه...

كان الإنجيل قبلة الكثيرين من رجال ونساء، في الشرق، منذ فجر المسيحيّة. تركوا كلّ شيء محبّة بالمسيح وتشبّهًا به، وعيش الإنجيل بجذريّة كطريق وحيد للبلوغ إلى «ملء قامة الربّ يسوع».

رهبان وراهبات في القرى والمدن، بالقرب من البيوت أو على مشارف المناطق المأهولة، يقفون ذواتهم على الربّ، في خدمة الكنيسة والمحتاجين من شعب الله. هذا النسك هو في صلب الروحانيّة الأنطاكيّة السريانيّة – المارونيّة. صلاة وعمل يتكاملان في خدمة المحبّة لله وللإنسان.

وحده الإنجيل جذب تلميذات في خطى يسوع : في النبوّة، والخدمة، والثبات تحت الصليب، وبشرى القيامة واقتبال الرّوح في العنصرة، والرسالة إلى الأخوة. هذه هي دعوتنا الإنجيليّة في إثرهنّ.

. أنـطونيّـات

ننتمي إلى تراث أبينا مار أنطونيوس الكبير (250-356). مثل تلاميذه وتلميذاته لا نزال نطلب منه كلمة حياة، مستوحاة من الإنجيل لكنّها نابعة من خبرته الروحيّة، ومن حكمته المستنيرة بالروح القدس: «أبتِ، قل لي كلمة». كلمة أنطونيوس تنير الدروب، وهي قادرة أن تتغلغل في عمق الكيان وتحوّله.

يبقى أنطونيوس هو المعلّم في كلّ تجديد روحي: لقد أجاب على دعوتين من وحي إلهي بهما اكتملت أبوّته، فاستحق أن يُدعى «حبيب الله».

ففي الدعوة الأولى، أصغى أنطونيوس إلى كلمات الإنجيل في حرفيّتها وبالتالي في جذريّتها وكأنّها موجّهة إليه شخصيًّا. «واحدة تنقصك. إذهب وبِع مقتناك وأعطه للمساكين... وتعال اتبعني» (مر 10/21)، فأعطى كلّ ما يملك واتّبع المسيح.

وفي الدعوة الثانية، عندما هرب من توافد الناس عليه، هداه الروح إلى الغوص في عمق الذات، والاندماج مع المسيح، والتخلّق بأخلاقه فلبّى نداء الربّ: «إذا أردت أن تكون ناسكًا، إذهب إلى الصحراء الداخليّة»، و«أحبّ» ما أُعطي له: «من الآن وصاعدًا لم أعد أخاف الله بل أحبّه لأنّ الحبّ ينفي الخوف».

دعوة أنطونيوس إلى «الجبل الداخلي» جعلته خبيرًا بالله (1 يو 2/20، 27)، غارقًا في سكونه الداخلي بالرغم من تقاطر الجموع حوله، وموزّعًا نِعَم الربّ عليه.

. أنطونيوس يدلّ على «الطريق»:

«لتتكاثر غيرتنا كلّ يوم كأنّنا نبتدئ. اليوم أنا أبتدئ بحماس.

إنّ الزمان قصير. لا ندعنّ الطمع بالامتلاك يجتاحنا، بل لنقتنِ الفطنة والعدل، والقناعة، والقوّة، والإيمان بالمسيح، والوداعة، والضيافة.

الراهب «خادم»، «كلّ يوم... اليوم».

فلنعش كأنّنا سنموت غدًا. ولذلك علينا أن نحيا فقراء، ونغفر للجميع، ونتواضع أمام الجميع.

في صراعنا مع قوى الشرّ، نتغلّب بالصلاة والصوم والإيمان، بإشارة الصليب، ونعمة المسيح وكلمته».

. مـارونيّــات

تراثنا المارونيّ يعود إلى طغمة من القدّيسين والقدّيسات الموارنة، وفي طليعتهم القدّيس مارون (410) وهو أبٌ لشعب من الرهبان والراهبات والقدّيسين. إنّه القائد والمعلّم والشفيع في الكنيسة المارونيّة. تنسّك مارون على قمّة من قورش بالقرب من أنطاكية في الهواء الطلق. إنّه شفى أمراض النفس والجسد بكلمته المجبولة بالنسك والعبادة والتسبيح. حاصرته الجموع وتكاثر تلاميذه. فكانت النواة الأولى لبيت مارون. هذه النار المقدّسة أخذت بالانتشار، خاصّة بعد تشييد دير مار مارون الكبير (452)، الذي أصبح الأوّل في أديرة سوريا الثانية.

وكان للقديس سمعان العامودي (القرن الخامس) تأثير كبير في التراث الماروني. إنّه من أشهر تلاميذ مار مارون، وقد تتلمذ على يده عدد لا يحصى من النسّاك والآباء المرشدين. إنّ اهتداء الجبل اللبناني إلى المسيحيّة، وبالأخصّ في الشمال، مدين له ولتلاميذه. فازدهرت الحياة الرهبانيّة في الأديرة والمناسك، وفي الجبال والأودية على مثال قاديشا وحردين وغيرها.

وعلى إثر هذه الكرازة، تكاثرت أعمدة النسّاك في كلّ الجوار، وعلى الأخصّ في دورة قاديشا والعاقورة وجبيل وكسروان حتى بيروت. ونجد آثارًا لها في كلّ هذه الأمكنة وفي الوادي المقدّس.

. كنيسة ناسكة

فإلى هذا الوادي المقدّس، تقاطر المسيحيّون تباعًا واستتبّوا فيه بعد أن نزحت إليه الكنيسة المارونيّة بكامل أعضائها: البطريرك والأساقفة والرهبان وانضمّ إليهم النسّاك والقرى المجاورة، وتحوّلت مئات المغاور إلى مساكن آهلة. هذه الكنيسة – الناسكة عاشت في الوادي ما يقارب الأربعمائـة سنة (1440-1854) يترأّس فيها دير سيّدة قنوبين، المقرّ البطريركي، على أربعة أديرة كبيرة وأربعين ديرًا صغيرًا تحيط بها المناسك «ويتشارك» معها السكّان المجاورون ذات الأهداف الإنجيليّة والليتورجيا والنسك وحبّ الأرض وصقلها والدفاع عنها حتى الاستشهاد. ولا يزال دير سيّدة قنوبين في قاديشا يعبق بهذا التراث.

حضورنا الرهبانيّ واستقرارنا في هذا الدير منذ سنة 1992، هما سبيل لعودتنا إلى الجذور ولإحياء التراث مع الوافدين إليه بكثرة، تبرّكًا واستشفاعًا واستذكارًا لمن سبقونا على دروب الصليب والقيامة.

فحياتنا الرهبانيّة اليوم، كما في الماضي، مدعوّة بإلحاح، إلى أن تكون مراكز ثقل والتقاط لما «يقوله الرّوح للكنائس» وبالأخصّ لكنائسنا الشرقيّة. فالعالم جائع إلى أديرة يتجلّى فيها الله، وإلى «مغاور» اختلاء، وفسحات صمت، و«حياة مستترة مع المسيح في الله» تشعّ في العيش كما في التضحيات والخدمات الإنسانيّة.

. إرث القداسة الماروني في حاضرنا

لم يحصر هذا الإرث في كتب بقدر ما تجلّى في قدّيسين معاصرين أمثال شربل ورفقا والحرديني وغيرهم الذين عاشوا «وحياتهم مستترة في الله». في حياتهم نقرأ ثوابت القداسة في عمق الوجدان الماروني من شغفٍ بالربّ، ووقف الذّات عليه بطريقة مطلقة، والانصراف كليًّا إلى الصلاة والتسبيح ومناجاة الثالوث بحميميّة ودالّة وتسليم، والانكباب على العمل بجهد لا يعرف الملل، والتعرّي من كلّ استئثار بالأشخاص أو بالأملاك. كلّها أثمرت محبّة وانعطافًا على المريض والمحتاج، ومشاركة مع المحيط بالخيرات الزمنيّة والروحيّة والتطلّعات المستقبليّة، ونار غيرة للبشارة بكلمة الله ونشر ملكوته.

عاش القدّيسون كأنّهم «يشاهدون اللامنظور» فيشهدون له.

مراحل التطوّر

. من راهبات مار أنطونيوس إلى الراهبات الأنطونيّات

تواصل الحياة الرهبانيّة مع بداياتها

بعد استتباب البطريركيّة المارونيّة في لبنان في القرن العاشر، ازدهرت الأديار الرهبانيّة المستقلّة في الجبل اللبنانيّ، وعلى الأخصّ في الشمال، ثمّ في كسروان، حتى أصبح عدد الأديار يقارب المائة، في القرنين السادس عشر والسابع عشر. وقد حافظت فيها الحياة الرهبانيّة على أصالتها في الإيمان والصلاة وبساطة العيش والعمل. ومن خصائص هذه الأديار أنّها كانت موقوفة من قبل عائلات مؤمنة أو من قبل أساقفة، يتعاون في معظمها رهبان وراهبات في العمل والصلاة بروح عائليّة، وفي الأخوّة والخدمة المتبادلة.

ولقد استدعت المقارنة بين هذه الأديرة المزدوجة والرهبانيّات الغربيّة، التي انتشرت في المنطقة، تنظيمًا للرهبانيّات الشرقيّة، وتنسيقًا لهيكليّتها على غرار الكنيسة اللاتينيّة. وقد تمّ هذا التجديد تدريجيًّا بفصل الأديرة المزدوجة، وتجميعها في أديرة موحّدة تابعة لإدارات منتخبة قانونيّة. فجُمعت الراهبات في أديرة خاصّة بهنّ تحت إمرة رئيس عامّ الرهبانيّة-الأم، بتكليف من البطريرك الماروني.

وأثبت المجمع اللبناني هذا التنظيم الرهباني سنة 1736 بعد إعادة النظر في قانون الرهبانيّة اللبنانيّة الذي تبنّته في ما بعد الرهبانيّة الأنطونيّة مع بعض التعديل. وقد خضع هذا القانون لتثبيت عدّة بطاركة على التوالي بدءًا بالبطريرك أسطفان الدويهي سنة 1700 للرهبان السريان الموارنة المعروفين برهبان القديس أنطونيوس الكبير اللبنانيّين، ثمّ سنة 1703 للرهبانيّة الأنطونيّة من مجمع مار إشعيا إلى أن أثبت نهائيًّا من الكرسي الرسولي للرهبانيّة اللبنانيّة سنة 1732 والأنطونيّة سنة 1740. فأصبحت هذه الرهبانيّات حبريّة، أي خاضعة للكرسي الرسولي الروماني.

. الراهبات الأنطونيّات قبل التجديد الرهباني

كان الرهبان والراهبات الموارنة يسمّون باسم مار أنطونيوس ويخضعون لما دُعي «قانون مار أنطونيوس» وهو كناية عن مجموعة توصيات وتقاليد استوحِيَت من «حياة» مار أنطونيوس للقديس أثناسيوس، ومن فرائض الرهبان على مدى قرون ومن قرارات المجامع الكنسيّة المتعاقبة.

أمّا أهمّ الأديرة التي كانت تعيش فيها راهبات مار أنطونيوس والتي أصبحت لاحقًا خاصّة الرهبانيّة الأنطونيّة هي التالية:

-الأديرة المخصّصة لراهبات مار أنطونيوس : دير مار الياس – غزير 1665، دير مار سمعان – عين القبو-بسكنتا، بداية القرن الثامن عشر، دير مار أنطونيوس – بعبدا 1745، دير سيّدة بكركي 1720-1750.

-الأديرة المزدوجة : دير سيّدة طاميش – كسروان 1673 أسّسه البطريرك جبرائيل البلوزاني، مجدّد الرهبانيّة الأنطونيّة لاحقًا، دير مار بطرس وبولس – قطّين (لبنان الجنوبي) أسّسه المطران جبرائيل عوّاد، أوائل القرن الثامن عشر.

. متوحّدات أنطونيّات في الرهبانيّة الأنطونيّة

بدءًا من أوائل القرن الثامن عشر، كانت هناك أديرة لا تزال مزدوجة في الرهبانيّة الأنطونيّة، أمثال دير سيّدة طاميش الذي لم يستلمه القرعلي، مطران حلب، إلاّ سنة 1727. ثمّ تلاه دير مار سمعان عين القبو سنة 1756، ودير مار بطرس وبولس في قطين (لبنان الجنوبي) سنة 1760. ومن ثمّ تبعًا للتشدّد من قبل المجمع اللبناني 1736، فُصلت الأديرة المزدوجة تدريجيًّا وتجمّعت الراهبات الأنطونيّات من عدّة أديرة. وبعد عدّة مراحل من التنقّلات تثبّتن في ديرين رئيسيّين : دير مار الياس – غزير 1748، ودير مار أنطونيوس البادواني – جزين 1774. وقد خضعت الراهبات الأنطونيّات لقانون الرهبانيّة الأنطونيّة من مجمع مار أشعيا وشاركن الرهبان في خيرات الرهبانيّة-الأم الماديّة والروحيّة والأخويّة.

. إنطلاقة الراهبات الأنطونيّات الرسوليّة

عاملان أساسيّان ساهما في تحويل المحصّنات الأنطونيّات إلى مرسلات : سعي الرهبان الأنطونيّين وعلى رأسهم الأباتي يوسف العرموني، والرغبة الشديدة في قلب الأم المجدِّدة إيزابيل خوري، وإصغائها «لصراخ» المحتاجين وعلى الأخصّ في القرى المعزولة التي كانت لا تزال رازحة تحت آثار الحرب العالميّة الأولى. فابتدأت المسيرة الرسوليّة بانتقال الأم إيزابيل مع الأخت مريم عون من دير مار أنطونيوس البادواني في جزّين إلى دير مار ضومط – روميه المتن سنة 1932، حيث فُتحت أوّل مدرسة من ضمن الحصن.

وحصلت الراهبات الأنطونيّات على رفع الحصن سنة 1940، فبدأن بنشر الرسالات في لبنان، في السنة نفسها، فتأسّس دير ومدرسة مار يوسف-زحلة ومدرسة مار قرياقوس-رشميّا، ثمّ ميتم في مار ضومط-روميه، مؤقتًا، سنة 1945-1946، إلى أن انتقل إلى وقف الأب يوسف الجعيتاوي في الأشرفيه مع مأوى العجزة سنة 1948-1949.

في هذه الفترة الانتقاليّة، واستعدادًا لترقية المستوى التعليمي أُرسلت أربع راهبات إلى فرنسا لتكملة دروسهنّ في كليّة التربية والتعليم لراهبات العناية الإلهيّة في ريبوفيليه Ribeauvillé - فرنسا في مقاطعة الألزاس 1949-1952. وعند صدور تعليمات مجمع الكنائس الشرقيّة في ما يخصّ نظام الحياة الرهبانيّة (De Différents Côtés V,I) سنة 1953 إختارت الراهبات الأنطونيّات نهائيًّا الانصراف إلى الرسالة، وتثبّتت أولى القوانين المختصّة بهنّ سنة 1958.

وإثر انعقاد المجمع الفاتيكاني الثاني رافقنا أعمال هذا المجمع وعلى الأخصّ ما يعني منها الحياة الرهبانيّة، فانعقد المجمع الرهباني تلو الآخر من أجل استيعاب الجديد في هذه الأعمال وتطبيقه على الرسوم وعلى الحياة الرهبانيّة. وآخر تجديد للقوانين كان إثر صدور مجموعة قوانين الكنائس الشرقيّة باللغة العربيّة سنة 1993 فاستوحيناه في آخر نصّ مثبّت للقوانين سنة 1996.

. علاقتنا بالرهبانيّة الأنطونيّة

لقد تمّ انفصالنا الإداري عن الرهبانيّة الأنطونيّة تبعًا لاختيارنا الرسالة ومقتضياتها، بحسب تعليمات مجمع الكنائس الشرقيّة، الصادرة في 6 حزيران 1953 والتي بدؤها: "De différents côtés"، ولكنّ العلاقات الأخويّة والروحيّة والرسوليّة لم تنقطع بل ما زلنا نسعى سويّة إلى التعاون الأفضل والأعمق في قلب كنيستنا المارونيّة. وقد ساهمت الرهبانيّة الأنطونيّة بسخاء في مدّ الراهبات الأنطونيّات في بدء انطلاقتهنّ الرسوليّة بكلّ عون ماديّ وروحي ممكن، فحدّدت لهنّ أملاكًا حيث تواجدن، ورافقتهنّ بالإرشاد والرعاية في مسيرتهنّ الجديدة. وفي المقابل لم تبخل الراهبات بخدماتهنّ للرهبان، وعلى الأخصّ التربويّة منها.

وفي إطار هذا التعاون الأخويّ والرسولي والرهباني في قلب كنيستنا، لا نزال نتبادل الخدمات المختلفة، وهذا التعاون هو غنًى وتنمية.

. إنتشارنا الرسولي خارج لبنان

أوّل انفتاح لنا على الغرب بعد فرنسا كان إرسال ست راهبات إلى جامعة راهبات الأورسلين في كليفلند – أوهايو في الولايات المتّحدة الأميركيّة سنة 1959 من أجل تخصصهنّ في الدروس المختلفة باللغة الإنكليزيّة وذلك بعد فتح مؤسّسة أسعد عبّود الإنكليزيّة التوجّه في عيتنيت - البقاع الغربي سنة 1949، بعدها استلمت راهباتنا إدارة مزار سيّدة لبنان في نورث جاكسون – أوهايو سنة 1965. ولا نزال حتى اليوم نرسل راهبات للدرس في جامعة "الأورسلين" وغيرها.

. أثناء الحرب الأهليّة

وأثناء الحرب الأهليّة التي عصفت بلبنان (1975-1991) توالت الرسالات إلى بلاد الانتشار، تلبية لطلبات الأساقفة في لبنان والخـارج، فتـأسّست جماعة نيقوسيا في قبرص سنة 1979، ثمّ بيت العناية لاستقبال الفتيات الجامعيّات في باريس – فرنسا سنة 1979، والرسالة التربويّة في ملبورن – أستراليا سنة 1980 التي بلغت حتى الآن الصفوف الثانويّة، علاوة على إدارتنا لبيت للمسنّين تابع للأبرشيّة المارونيّة في أستراليا سنة 1995، ورسالتنا الإجتماعيّة – التربويّة التي تأسّست في أتوا – كندا سنة 1986، ثمّ تطوّرت من دار حضانة إلى مدرسة إبتدائيّة، ثمّ رسالة الحجّ المقدّس في القدس سنة 1995.

. وجـه المجدّدة الأم إيزابيل خوري «حارسة اللامنظور»

إنّها الأم الكاريسميّة المجدِّدة للراهبات الأنطونيّات بالتوجيه نحو الحياة الرسوليّة، من دون التخلّي عن البُعد التوحّدي لأنّه الأساس في الرّوح الرسوليّة. لقد خَبِرت الأم إيزابيل (1881-1953) حياة الحصن في دير مار أنطونيوس البادواني – جزين على مدى أكثر من عشرين سنة. في 10 أيّار 1932، انتقلت مع الأخت مريم عون إلى دير مار ضومط _ روميه المتن، بموافقة مجمع الآباء الأنطونيّين ومساعدتهم. وفي السنة ذاتها فتحت أوّل مدرسة بالقرب من الدير عينه وأوّل ميتم فكانت البداية نحو الخدمات الرسوليّة على أنواعها، بحسب حاجات الكنيسة ومتطلّبات المجتمع. وبقيت توصيتها الدائمة لنا: «في قلب الجموع البشريّة، وفي خدمتهم، حافظن على دعوتكنّ التأمليّة».

لقد كانت الأم إيزابيل في الكنيسة صورة المرأة: الأم والإبنة والرفيقة والأخت والصديقة. وقد تميّزت بثلاث صفات: الإنفتاح على الرّوح القدس، والرأفة، والقدرة على الصمود. وجسّدت في حياتها كاريسما التراث الأنطوني الإنجيلي بالعبادة والشهادة والخدمة.

ثلاث ميزات تبقى لنا الهدف :

- محبّة الفقير. «طوبى للمساكين بالروح فإنّ لهم ملكوت السماوات» (متى 5/3).

- البساطة الإنجيليّة والنبويّة التي تشهد لحضور المسيح ولتفضيله على كلّ شيء.

- الرّوح العائليّة المتأصّلة في الإصغاء والتبادل والعطاء. «إنّ الله قد أحبّ العالم حتى أنّه أعطى ابنه الوحيد» (يو 3/16).

لقد إتّخذت الأم إيزابيل الإنجيل في جدّيته. ففي الحصن كان هاجس الانفتاح على خدمة المعوز والمحتاج يعتمل في داخلها. وإنتقالها إلى دير مار ضومط – روميه المتن كان الإشارة لمسيرة جديدة نحو الرسالة وتجسيد تطلّعاتها ومتطلّبات محيطها فأضحت شهادتها للمسيح نبويّة وجذّابة.

تبعتهـا رفيقات مبهورات بمثلها ، فكوّنت لهنّ جميعًا قانونًا حيًّا بتصرّفاتها: استقبالها، حضورها، تجرّدها، حكمتها، حرارة إيمانها، ومساهمتها في كلّ الأعمال الوضيعة، وعلى الأخصّ حنانها الأمومي مقرونًا بتربية حازمة.

إنّها «أمّ ومربّية». كلماتها نور وهداية :

- الله بيدبّر.

- لا تفضّلن شيئًا على حبّ المسيح... إخترنه كلّ يوم مردّدات "نعم" مثله في كلّ عمل.

- الرحمة أفضل من الذبيحة.

- الله يسيّر الأمور بالرغم من كلّ الصعوبات.

- يدعونا الربّ إلى بيت الناصرة الفقير بالتجرّد والتعب والحبّ.

- كلمة الله نتأمّلها ونعيشها في قلبنا بالخلوة والصمت والصلاة.

- الراهبة المريضة أو الضعيفة، هي مدعاة أكثر من غيرها للاهتمام.

- ليس من امتياز لرئيسات الأديار بل يُطلب منهنّ الإصغاء، والتمييز، والوداعة مقرونة بالحزم.

- المسؤولة هي خادمة الجماعة الديريّة ودليل حيّ لكلّ واحدة منهنّ في خطى المسيح.

- الفقـراء مرحّب بهم في أديرتنا ومراكزنا، دون حسابات لإمكاناتنا.

- علينا أن نحمل الإنجيل ونشهد له في كلّ مكان، ونؤسّس بيوتًا لاستقبال اليتامى والعجزة والمتروكين....

- المحتاج هو الأهمّ. إنّه أعزّ من حدقة عيوننا. نفضّله في بيوتنا ومدارسنا وكلّ مؤسّساتنا.

- لنستحضر الله دائمًا. إنّ عينه هي التي ترعانا وتقودنا.

هذه الكلمات هي خبرة حياة. أشبه بطراوة نبع.
من نحن
هويتنا وروحانيتنا

الحياة المكرّسة، الناشبة في عمق سيرة السيّد المسيح وتعليمه، هي هبة من الله إلى كنيسته عبر الرّوح. بفضل اعتناق المشورات الإنجيليّة، تصبح ملامح يسوع المميّزة – العفّة والفقر والطّاعة - «مرئيّة» وسط العالم، بوجه مثالي ودائم، تلفت أنظار المؤمنين وتدعوهم إلى الرجوع إلى سرّ ملكوت الله الذي يعمل منذ الآن في التاريخ بانتظار أن يكتسب ملء حجمه في السماوات (الحياة المكرّسة 1).

"إذا أردت أن تكون كاملا، فاذهب وبع أموالك واعطها للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال فاتبعني" (متى 19/21).

هكذا دعانا الربّ بمحبّته إلى اتّباعه، في الحالـة الرهبانيـّة، بتكريـس ذواتـنا له تكريسـا كليّا، "وباّتخـاذ يسـوع معلّمـا ومثال قداسة... متخلّيات عن العالـم وعاكفات كليّا على إكتساب كمال المحبّة في خدمة ملكوت اللّه لأجل بناء الكنيسة وخلاص العالم كعلامات تنبيء بالمجد السماوي" (ق 410).

إنّ رهبانيتنا هي إبنة الكنيسة المارونيّة الإنطاكيّة، وهي ذات حقّ حبري ونذور عموميّة مؤقـتـة ومؤبّدة. روحانيّتها تنبع من تراثين : تراث الأنبا أنطونيوس، أب الرهبان، وتراث كنيستنا المارونيـّة المشرقيـّة، وهمـا قائمان على حياة التأمّل والصلاة، والحياة الديريّة المشتركة، والحياة الرسوليّة، ومن روحانية المجدّدة الخاصّة، الأم إيزابيـل خوري، التي تميّزت بالبساطة الإنجيليّة ومحبّة الفقراء والروح العائلي.

الصلاة روح الحياة الرهبانيّة

المسيح محور حياتنا، إنّه يكلّمنا في إنجيله ويتحدّث إلى قلبنا في الصلوات وفي الخلوات الساجدة الخاشعة، ويحضر معنا في لقاءات الجماعة الرهبانيّة والكنسيّة وفي ليتورجيّتها، ويهدينا روحه القدّوس إلى كلّ ما هو عدل ورحمة وصدق، ويتراءى لنا وجهه في كلّ وجه.

نحن شعب صلاة وهذه الصلاة هي جزء من هويّتنا الشرقيّة والمارونيّة. فالصلاة الشخصيّة والليتورجيّة هي قلب حياتنا الرهبانيّة وينبوع حيويّتها وديناميّتها.

بالقراءة الربانيّة Lectio Divina نحتفل بلقاء الله في كلمته وبتّ العهد معه. من خلال الصلاة نتعرّف أكثر على الربّ وننمّي أكثر فأكثر محبّتنا له.

هذه القراءة الربانيّة هي إصغاء للروح القدس في الخلوة والصمت والسجود العابد. إنّها هذيذ تأمّلي بكلمة الله ومحاولة للدخول في غنى هذه الكلمة وعمقها لكي تستطيع أن تكلّمنا في واقعنا اليومي.

إنّها زمن توبة للإنجيل وفتح العيون على النَواحي المقلقة والمفجعة في عالم اليوم التي تسبّبها الأزمات السياسيّة والأخلاقيّة والإيمانيّة، وعلى الأخصّ فقدان القِيَم التراثيّة. إنّها زمن إصغاء "للصراخ الجارح" الذي يرتفع من كلّ صوب طلبًا لعالم أكثر عدالة وإنسانيّة.

كلّ يوم لنا محطّة صامتة وعميقة، صلاة مستطيلة تصلنا بالربّ في تأمّل خاشع، وصمت متعبّد، وسجود موحّد. فالصمت والحبّ يسيران معًا. منهما تولد خليقة جديدة. ففي عمق الصمت يكلّمنا صوت خافت، يعلّمنا ويعيدنا إلى التواصل مع الله والناس. نستعيد السلام بكلمات مطهّرة بنار الفداء وبالقدرة على الحبّ والرجاء.

هذا الحديث الحميم مع الله تسانده الصلاة الليتورجيّة، صلاة الجماعة. فالليتورجيا في التقليد الإنطاكي السرياني مختصر للاّهوت والروحانيّة. هذه الليتورجيا هي تقديس للزمن وتكامل مع تسبيح الكون، و«اكتمال للكلمة المقروءة والمفهومة والمستوعبة وأخيرًا المرنّمة: هذه الأناشيد هي في غالبيّتها تفاسير سامية للنصّ الكتابي، تؤّولها، وتشخصنها خبرة الأفراد والجماعة» (نور الشرق 10).

هذه الليتورجيّا تصبّ في الأسرار وعلى الأخصّ في الإفخارستيّا، سرّ الأسرار وخبز الشفاء والحياة. فالحياة الرهبانيّة هي معلّقة بين قمّتين: كلمة الله والإفخارستيّا. الكلمة تصير جسدًا فينا كما في العذراء مريم. فننعم هكذا بالمسيح الكامل الذي اقترن ببشريّتنا، هو الذي في أسراره يقدّم ذاته لأجلنا حتى مجيئه. «تعال أيّها الربّ يسوع». ماراناتا.

إنّ انطلاقنا من المسيح ومعه يتطلّب منّا محطّات روحيّة ثابتة من الرياضات الروحيّة وأوقات الخلوة والرجوع إلى الذّات، واللقاءات الأخويّة في الغفران والعيد، والمشاركة في الخبرات الحياتيّة وفي روح الصلاة والتعبّد.

إنّ أولويّة الحياة الروحيّة هي طريقنا الوحيد إلى المسيح والتعرّف إليه والسير وراءه. وكثافتها رهن بالمجالات التي نعطيها لها في انتظار التجلّي وحلول الملكوت.

عهودنا أمام الله ومن أجل البشر

«إنّ محبّة المسيح تحثّنا» لنعيش خبرة الاقتداء به، والتخلّق بأخلاقه، واتّباعه بسخاء، وعطاء الذّات الكلّي للحبّ والتسبيح والخدمة.

تقاليدنا الرهبانيّة قبل التجديد التنظيمي (1700) كان دستورها التطويبات، ومثالها سيَر القدّيسين والقدّيسات. ودخول الدير الفعلي كان يتطلّب رتبة قصّ الشعر واللباس الرهباني، علامة لبس الإنسان الجديد والاتّشاح بالمسيح.

وبعد التنظيم الرهباني اتّخذ العهد شكل المشورات الإنجيليّة أو النذورات الرهبانيّة، الطّاعة والعفّة والفقر، وقد ألمح إليها العهد مع الله: «ما أطلب منك أنا الربّ أن تصنع العدل وتحبّ الرحمة وتسير بتواضع مع إلهك» (ميخا 6/8).

الطّاعة: تتجذّر في العهد. إنّها إصغاء للروح القدس، بإيمان وحرّية، على مثـال طاعة المسيح البنويّة لأبيه : «يجب أن نطيع الله لا البشر» (أعمال 5/29). عندما نطيع الوسائط البشريّة، رؤساءنا ورئيساتنا، نخضع لهم باسم الإنجيل، مع القبول بمحدوديّتنا الإنسانيّة وبالاتّحاد بالكنيسة وبالرهبانيّة. الطّاعة محاولة متواصلة لتخطّي شهوة التسلّط، وتربية الذّات على الحريّة الحقيقيّة، والإصغاء إلى مشيئة الربّ المتجلّية في الجماعة، وبالأخصّ في الرؤساء والرئيسات. إنّها رباط الوحدة والمحبّة: «أنظروا كم يحبّون بعضهم بعضًا».

العفّة: هي قبول بالمسافة في ارتباطنا مع الآخرين واحترام غَيريّتهم. في سياق نشيد الأناشيد، العفّة هي «الدخول في العرس»، كما يقول أوغسطينوس، واستباق للملكوت. «إنّها عفّة القلب قبل أن تكون عفّة الجسد» بحسب باسيليوس، وطهارة الحواس، وتنقية الميول، وصفاء النظرة، وتجلّي الحبّ الكامل، ومحبّة كلّ شخص بالمسيح وكأنّه المفضّل كما انتقانا المسيح نحن بالذّات وفضّلنا على سوانا.

العفّة إذًا هي حبّ "منتظم"، وامتلاك الجسد بالزهد، وترقية للشخص البشري بتطهير النظرة والصفاء والحرارة المكتسبة في العلاقات الإنسانيّة، واحترام سرّ الآخر. فنذرنا للعفّة لا يُعاش إلاّ على مقدار شغفنا بالمسيح وإيماننا بالقيامة من دون إهمال القدرة الحقيقيّة على الحبّ، كعلامة لحبّ الله لنا. والغلبة على الأهواء هي هبة من الله، وزرع للقيامة التي بها «أقام الله ربّنا وسيقيمنا نحن أيضًا على مثاله» (1 كور 6/14).

الفقر: هو خلاصة اتّباع المسيح، والاشتراك بالمجانيّة التي يغمرنا بها حبّه، وانفتاح القلب على الجميع، وبالأخصّ على من هم الأكثر عوزًا. فالفقر الذي يطلبه منّا المسيح هو موقف داخلي بالاستسلام الكامل له، والتجرّد عن الامتلاك والغِنى كونهما واسطة لا غاية بحدّ ذاتهما، من أجل الاهتمام بالفقراء كما شدّد المجمع الفاتيكاني الثاني. فلا معنى لنذر الفقر إلاّ بالنسبة إلى بشارة الملكوت: «طوبى للمساكين في الـرّوح، فأنّ لهم ملكوت السماوات» (متى 5/3). هذه الطوبى اعتنقها أسلافنا السريان والموارنة على مدى أجيالهم وهي من أهمّ صفاتهم الروحيّة والعمليّة.

«بفضل اعتناق المشورات الإنجيليّة تصبح ملامح يسوع المميّزة – العفّة والفقر والطّاعة – "مرئيّة" وسط العالم على وجه مثالي ودائم، تلفت أنظار المؤمنين وتدعوهم إلى الرجوع إلى سرّ الملكوت، الذي يعمل منذ الآن في التاريخ، بانتظار أن يبلغ ملء حجمه في السماوات» (رجاء جديد للبنان، 52).

روحانيّتنا: من الأصالة إلى الحداثة

إنّها شرقيّة، مارونيّة ، منفتحة على الغرب. تكوّنت منذ حدث المسيح حول ثلاثة محاور: المحور اللاهوتي والمحور التقليدي والمحور التاريخي، وتطوّرت في الزمان والمكان مكوّنة نواة أصيلة، حيّة ناشطة تغتني بكلّ منافذها من دون التنكّر لذاتها.

بعض ثوابت الروحانيّة المارونيّة

إنّ الروحانيّة المارونيّة تقوم على ثوابت ثلاث:

التوحّد والشراكة: إنّهما نقيضان يختصران النسك الرهباني الذي طبع التقليد الماروني. فالتوحّد هو تجميع الذّات قلبًا وفكرًا وذهنيّة على مثال "الإبن الوحيد" ومعه، والشراكة هي مدّ الجسور العائليّة بجاذبيّة الحياة والتلمذة. هذا سرّ القديس مارون ومَن تبعه من جماعات وقدّيسين وقدّيسات حتى أيّامنا هذه.

التجسّد والإنتشار: يرسمان صليبنا بين شرق وغرب، نتمنّاه صليب انبعاث وقيـامة. إنّ تجسّد الموارنة رهن بالأمانة التي لا تزال تهيب بهم: الأمانة لله، للبنان - الأرض المحبوبة، للكنيسة، ولشعب الله من دون تفرقة. هذه الأمانة بكلّ وجوهها تتميّز بالإنفتاح والصبر على المحن حتى الاستشهاد. والإنتشار يميل إلى أن يصبح بذور زرع يوسّع الآفاق وينمي الحياة والوحدة بالرغم من المسافات ويبعث الرجاء بالمستقبل.

إستذكار وانتظار: إتّجاهان يؤمّنان التواصل بين ماضٍ غنيّ بالنِعَم المفاضة ومسـتقبل عامر بالوعود. إنّ التقليد الحيّ هو ينبوع متدفّق وليس وديعة جامدة كالبئر الراكد الآسن. إنّه يتجسّد في سائر الأوضاع والظروف الإجتماعيّة والثقافيّة من دون أن يفقد جوهره. فهو ينمو ويتطوّر من خلال نواة أساسيّة، صلبة وثابتة، وهو أشبه بكلمة الله «التي تنمو وتتطوّر مع الذي يقرأها» (غريغوريوس الكبير).

هذا التقليد الحيّ هو انتظار، إنّه ينفتح على مستقبل الله مع «الخليقة، المخلّصة على الرجاء، وهي لا تزال تئنّ في أوجاع الولادة» (روما 8/22). فالليتورجيا كلّها استذكار الخلاص، في الجمال وقوّة الرّوح القدس. إنّها دعوة لعودة الربّ، "مجيئه الثاني": «تعال أيّها الربّ يسوع!».

الروحانيّة الرهبانيّة: إرث وبذور تجديد

إنّ الخطوط العريضة للروحانيّة الرهبانيّة في كنيستنا قد لخّصها تيودوريتس، أسقف قورش، في كتابه «أصفياء الله» (444). إنّها لا تزال تحاكي أيّامنا وهي مؤسّسة كالبناء على أربعة أعمدة :

- عطاء الذّات الجذري حتى الفيض. إنّه «عطاء الكلّ من أجل الكلّ»، إنّه بطولة النسك والزهد التصوّفي.

- الحكمة المرادفة لجنون الصليب.

- العشق الإلهي الذي يربط البطولة بالحكمة، ويعطي معنى للبتوليّة «من أجل الملكوت».

 الاغتذاء اليومي من الكتاب المقدّس بالدراسة والتأمّل والعيش.

وهذه الروحانيّة لا تخلو من رسالة بحدّ ذاتها، ومن امتدادات رسوليّة بالتشفّع والتأليف الروحي والكرازة والتعليم.

هذه الروحانيّة حملها معهم الموارنة إلى الجبل اللبناني وإلى قاديشا، وبالأخصّ إلى قنوبين سيّما عندما انتقلت إليها الكنيسة مدّة أربعمائة سنة وبسبب هذا التكاثر والانتشار دُعي لبنان «أرضًا رهبانيّة».

هذه الروحانيّة تأقلمت مع تنظيمات الكنيسة الغربيّة بدءًا من القرن الثامن عشر ثمّ تجدّدت، وتثبّت هذا التجديد الرهباني في المجمع اللبناني (1736)، ولقد كان هذا الانفتاح على الكنيسة الجامعة نعمةً وإن جاء في بعض الأوقات غريبًا عن الأصالة الشرقيّة.

وروحانيّتنا اليوم هي امتداد لهذه الأصالة الرهبانيّة والرسوليّة مع الدخول في الحداثة من دون فقدان الهويّة.

تطوّر روحانيّنا الرهبانيّة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني وما تلاه من إصلاحات وما تثبّت من قوانين

من أهمّ ما تصبو إليه الحياة الرهبانيّة اليوم، وبه يمكنها أن تحاكي الإنسان المعاصر، هو حياة الشركة والأخوّة والحوار، والانحناءة على الفقير والمحتاج، وعطاء الذات بجذريّة والخدمة المجّانيّة، شغفًا بالمسيح وتشبّهًا به.

هذه الشركة هي العودة لأصالتنا بالعيش كأخوات، بالتفاهم والتعاضد ممّا يعطي نكهة إنجيليّة لسحر الحياة الرهبانيّة وجاذبيّتها فيمكننا القول: «تعالوا وانظروا».

فالشبيبة بنوع خاصّ هي حسّاسة لهذه الشهادة. والعالم اليوم يسعى للانفتاح و«حوار الثقافات» والتجسّد في المحيط على كلّ الأصعدة: المسكونيّة، والدينيّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة بالرغم من الأوضاع المتفجّرة حولنا وفي كلّ مكان. هذه الصدامات تبدو مرحليّة، بالنسبة لحنين الإنسان المعاصر في العمق إلى التعدّدية والشراكة والعيش بسلام وأخوّة.

كاريسما الرهبانيّة

ملامح عائليّة

من ضمن الروحانيّة الأنطونيّة المارونيّة تكوّنت على مدى الأجيال في الرهبانيّة الأنطونيّة روح عائليّة خاصّة بمثابة السمات والميزة. هذه الملامح لها أبعاد ثلاث: البساطة الإنجيليّة، والارتباط العائليّ، ومحبّة الفقراء.

هذه الصفات تجلّت بطريقة خاصة على وجوه الراهبات وفي عيشهنّ، فاتّخذت منحى الأمومة والأخوّة والانسكاب الحبّي أمام الله والآخرين، وعلى الأخصّ المتألّمين منهم والمعوزين.

فالبساطة هي مختصر إنجيل التطويبات : طوبى لأنقياء القلوب فإنّهم يعاينون الله. هذه البساطة هي تعرية عن كلّ النوافل، وعين مضيئة، شفّافة، وقلب مفتوح، ويد مبسوطة، وبراءة طفل تخترق الحواجز، وتنفذ إلى كلّ قلب. إنّها خلاصة «ثمر الرّوح الذي هو الحبّ» وما يتفرّع عنه من «فرح وسلام وطول أناة ولطف وصلاح وأمانة» (غل 6/22). ولذلك فهي موعودة بمشاهدة الله منذ الآن ولن تكتمل إلاّ في الآخرة لأنّها تبقى هدفًا بعيد المنال، وبريقها في هذه الدنيا خافت كالحياة.

أمّا الارتباط العائليّ فهي المحبّة التي تجمع أفراد الجماعة الرهبانيّة. إنّها امتداد لعائلاتنا التي تعيش الإلفة والمشاركة في الأفراح والأتراح. وهذه الرّوح العائليّة لن تكتمل إلاّ بعمقها الروحي، والإلتئام باسم المسيح والسير معه، والمشاركة الإنجيليّة بكلّ ما نحن وما نملك، والتعاون البنّاء، والاحتمال المتبادل، والحنان، والرأفة، والرحمة. إنّ الشركة الأخويّة الحقيقيّة هي طريق السير معًا: بالكلمة التي نسمعها ونقولها ونصلّيها، بالعمل الذي نفكّر فيه ونقوم به سويّة، وبالإصلاح والمغفرة المتبادلة. ففي قلب جماعاتنا الرهبانيّة، نحن «حارسات» لأخواتنا، صديقات لبعضنا البعض بحبّ مليء وصادق، ومؤتمنات على بناء عائلتنا كأعضاء جسم واحد مترابط في المسيح الرأس "الذي به الجسد كلّه... ينمو النموّ الذي يأتيه من الله" (كورنتس 2/19).

«طوبى للمساكين بالروح فإنّ لهم ملكوت السماوات» (متى 5/3). إنّ محبّة الفقراء مبنيّة على نظرة حبّ وعطاء إلى من يمدّ طرفه نحونا مستنجدًا. هذا العطاء هو نوعيّة أكثر منه كمّية. إنّه شبكة اتّصال بمن لا امتدادات لهم ولا نصير، على مثال المسيح الذي أعطى ذاته ولا يزال يعطيها. وقد افتتح الملكوت بلصٍّ محكوم عليه بالصلب.

فالفقر هو مشاركة الفقراء. إنّه مسكن الرّوح الذي يتخطّى المظاهر ولا يتلهّى بها. إنّه دعوتنا الأساسيّة ليصبح طابعًا لمسلكنا وأديرتنا ومؤسّساتنا. هذا رجاؤنا !

شعار الرهبانيّة

معنى التاو (Tau)

لقد رمزت التاء T (التاو) إلى صليب مار أنطونيوس وعكّازه في صلواته المستطيلة، وعلى الأخصّ طوال الليل، وعنوان صموده في النسك والتعبّد، وشغفه بالمسيح الذي هو «الألف والياء، البداية والنهاية، الأوّل والآخر». فتمثّلاً به ورمزًا لبنوّتنا له، حملنا هذا «التاو» الأنطوني باللون الأزرق على ثوبنا الرهباني، ثمّ على القبّة البيضاء، وبعد تحديث لباسنا الرهباني أصبحت التاو صليبًا في أعناقنا، علامة لتكرسِّنا للربّ وخدمةِ أخواتنا وإخوتنا البشر.

تطوّر معنى التاو على مدى الأجيال

1- التاو هي الحرف الأخير من اللغات الأبجديّة والسريانيّة والكلدانيّة والعبريّة ثم القبطيّة. وفي ألفباء اللغة العربيّة، هي الحرف الثالث «التاء»، وليست الحرف الأخير. وقد أتت في اللاتينيّة واليونانيّة على شكل صليب T. موقعها رمز، وشكلها رمز أُعطيت له معانٍ إنسانيّة ولاهوتيّة واسكاتولوجيّة تتصل بآخر الأزمنة.

2- ترمز التاو في بداياتها إلى تقاطع الضدّين: الأفقي والعمودي. لذا، هي تصوّر إمكانيّة التقارب واللقاء والمصالحة، وقد رسمتها الشعوب البدائيّة في مغاورها منذ آلاف السنين، وزخرف بها البابليّون والأشوريّون هياكلهم رمزًا لتوسّط الآلهة في حياة البشر. وقد أكثر من استعمالها الفراعنة حروفًا في تعابيرهم ومفاتيح للحياة على مدافنهم ودعيت «أنخ»، ونتأمّلها في ساحة الكونكورد في باريس على استدارة «المسلّة» التي نقلت من مصر، عمودًا من عواميد قدرة الإنسان ليس فقط على بناء المدينة الأرضيّة، بل هي أيضًا رمز للعبور إلى الشطّ الآخر في حياة لا تنتهي.

3- التاو في المدافن والمعابد الفرعونيّة علامة للصليب - المرساة وللرجاء بتغلّب الحياة على الموت.

4- وقد تركت التاو أيضًا، في لبنان، ثمّ في قرطاجة، بصماتها في معابد الفينيقيّين وعلى نُصبهم وجدران نواويسهم وأسماء آلهتهم. فالإلهة تانيت –عشتروت، الأمّ الكبرى، التي بقي اسمها حيًّا في قريتي عيتنيت وعقتنيت، كانت تمثّل هي نفسها التاو في انتصابها وفي كيانها الأنثويّ الخصب عندما تلتقي بأدونيس، فتفيض الحياة في الطبيعة بأكملها ربيعًا متجدّدًا في الأنهار والنبات والحيوان والإنسان.

5- لقد طوّر العبرانيّون هذا المفهوم من تناوب الشتاء والربيع، والحياة والموت، في أسطورة أدونيس وعشتروت (تانيت)، إلى مفهوم خلاصي قياميّ تعمّق في الكتاب المقدّس القديم. التاو التي رُسمت بدم الحَمل الفصحي على أبواب العبرانيّين لنجاتهم من ضربات مصر (خروج 12/ 21)، تطوّرت إلى مكافأة شخصيّة تُطبع على جباه «الذين يتنهّدون وينتحبون على القبائح التي صُنعت في وسط أورشليم» العاتية (حزقيال 9/4).

6- أمّا العهد الجديد فقد جعل من التاو رمزًا لصليب المسيح: «كما رفع موسى الحيّة في البريّة فكذلك يجب أن يُرفع ابن الانسان» (يوحنا 3/14) «وستراه كلّ عن حتى الذين طعنوه» (رؤيا 1/7). وتصبح التاو اسمًا من أسماء المسيح المتجسّد، إله الأزمنة والأمكنة: «أنا الألف والتاو» (الياء بالعربية)، الأول والآخر، «البداية والنهاية» (رؤيا 1/8 و21/6 و22/13). وفي ألفباء اللغة اليونانيّة، توازي «التاو» عدد 300، وهو رقم المسيح، بحسب تأكيد كليمنضوس الإسكندريّ.

7- والتاو على الأخصّ هي «ختم الله الحيّ» يطبعها «الملاك الطالع من المشرق» على «جباه عباد إلهنا» (رؤيا 7/2-3) أمثال عبد الله المتألّم والفادي (أشعيا 49-52).

8- والتاو هي علامة الأسرار الإنسانيّة والإلهيّة المدفونة في قلب «الكتاب المختوم بسبعة ختوم» (رؤيا 5/1)، وهي أسرار الحياة والموت، هذا الزمان والأبديّة، وحقيقة الإنسان والله كما أوحاها لأنبيائه وقدّيسيه، ولا يمكن أن يفضّ ختومها إلا «الحَمَل الذبيح والقائم» (5/2) وأتباعه، رفاق عُرسه. وقد ظهر «اسمه واسم أبيه (ختمًا للتاو) مكتوبًا على جباههم»، هؤلاء «العازفين» «المرنّمين ترنيمة جديدة» وهم «الأبكار» «المئة والأربعة والأربعون ألفًا» الذين «ما نطق لسانهم بالكذب ولا عيب فيهم» (رؤيا 14/1-7).

9- والتاو هي «شجرة الحياة» النابتة على ضفاف «نهر الحياة» النابع من «عرش الله والحَمَل"، تغذّي بثمارها دون انقطاع «وتشفي بورقها الأمم». في هذا «الفردوس – المدينة» الذي يمكن للعابد ترسيخه، لا بالرجوع إلى الوراء، بل بالتطلّع إلى مستقبل يبنيه الله معه بفيض من حضوره المعطاء. وفي وسط هذه المدينة المصطفاة «يسجد لله عباده ويشاهدون وجهه ويكون اسمه على جباههم»، «ويكون الربّ الإله نورهم وهم سيملكون إلى أبد الدهور» (رؤيا 22/1-5).

10- ليس من العجب أن تستعمل الكنيسة منذ بداياتها رمز التاو للتعبير عن لاهوتها وروحانيّتها وعبادتها بالأخصّ في أيّام الاضطهاد حيث التعبير الرمزي كان التعبير الأفصح في دياميس روما والكهوف والمعابد شرقًا وغربًا. وهنا يطول بنا الحديث إذا ذكرنا شروحات أوريجانوس وإيرونيموس وأوغسطينوس وبصورة خاصّة هذا الأخير الذي أورثنا التاو بواسطة وشراكته القانونيّة مع الأنطونيّين.

11- واستعمال التاو في تاريخ الكنيسة، كما في الكتاب المقدّس، حركة ليتورجيّة تومئ إلى الاختصاص والرحمة والتقديس.

12- والتاو، صليب أنطونيوس، هي من بابٍ أول صليب المسيح الذي عُلِّق، بحسب التقليد الحي المتناقل في الأراضي المقدّسة، مثل المحكومين جميعًا، على جذع شجرة تعلوها عارضة بشكل تاو. التاو، عصا النسّاك وعكّازهم، قادت أنطونيوس في العبور إلى «الصحراء الداخليّة» والسُّكنى في «الجبل الداخليّ"، حيث لبس الصمت كما يلبس راقص الباليه جسمه فكأنّه تحوّل بكلّيته إلى رقص. وقد تكرّست هذه التاو العصا والعكّاز، في رعايانا وكنائسنا، سندًا للمتحلّقين حول القرّاية في الصلوات المستفيضة والتسبيح الطقسيّ، وخصوصًا صلاة الحاش.

13- أحد المؤرّخين الفرنسيسكان (D.Vorreux)، يُثبت أنّ القدّيس فرنسيس الأسيزي، عندما التقى الأنطونيّين في روما، أُعجب بكيفيّة استعمالهم للتاو الشافية البَرَص، فاتّخذها لرهبانيّته علامة مميّزة.

14- التاو هي العلامة المميّزة للرهبانيّة الأنطونيّة بفَرعَيها رهبانًا وراهبات، وقد أسمتها «عُكّازًا» تيمّنًا بنُسك أنطونيوس وتكرّسه للصلاة والعبادة والسهر والانتصاب ارتقاء نحو الله. ويرمز ذراعا التاو – العكّاز الممدودتان نحو البشر إلى الشفاعة والتضرّع والإرشاد والرحمة والخدمة.

حياتنا المشتركة: أخوّة إنجيليّة

في بدء الألفيّة الثالثة تتضارب الإتّجاهات في العالم. إنّها تسير نحو الوحدة، وفي الوقت عينه نحو الانقسام والتصادم، بل التفتّت. في هذا الخضمّ، الكنيسة مدعوّة لأن تكون بيت اللقاء والشركة، بل مدرسة التفاهم والأخوّة، بالانفتاح والحوار، والسعي الدائم إلى العيش معًا، أمانةً لروح التطويبات الإنجيليّة وانتظارات العالم.

الشراكة في قلب الرهبانيّة

يُنتظر من حياتنا الرهبانيّة، في صلب الكنيسة، أن تكون «خبيرة» بالأخوّة والمشاركة، وأن تشهد لروحانيّة التفاعل والمحبّة بين أعضائها بتقاسم الأفراح والأتراح والخدمة المتبادلة، والصداقة الحقيقيّة العميقة. إنّها «عين ترى» مؤهّلات الغير ومواهبه، وتسعى لقبولها وتنميتها، فتفسح مجالاً لنموّ الأخوات وحمل الأثقال معًا «كحارسات» لبعضنا البعض في قلب جماعاتنا الرهبانيّة.

هذه المحبّة التي أعطى بولس أوصافها (1 كور 13) تجعل من أخواتنا سرًّا من أسرار المسيح، وعمقًا من أعماق لقائنا مع الربّ في حميميّة الثالوث. ومن أهمّ القِيَم التي تسعى الجماعة الرهبانيّة أن تعيشها، والتي لا تزال تحاكي العالم اليوم، هي التلمذة للربّ معًا، و"العلاقات المتبادلة" بينا كأعضاء جسم واحد، بمجانيّة، وحَدبٍ على بعضنا البعض، وسعي دائم للتلاقي.

هذا التلاقي ينبوعه الصلاة وقطباه كلمة الله والإفخارستيّا. منه تنبعث روح الرسالة متخطّية حدود الجماعة الرهبانيّة، ساعية بحوار المحبّة لإشاعة الوفاق والسلام أينما وُجدت.

فالشركة الأخويّة هي عمل الرّوح المتواصل فينا، وهي عمق الكاريسما التي تأسّست عليها رهبانيّتنا الأنطونيّة منذ ثلاثة قرون، وتجدّدت منذ خمس وسبعين سنة بالمواهبيّة التي أعطاها الرّوح القدس للأم إيزابيل خوري ومعاوناتها. هذا هو التراث الذي ورثناه من بعدهنّ.

الشراكة في قلب الكنيسة

هذه الشركة البنويّة تربطنا بالكنيسة ارتباطًا وثيقًا. نحن في الكنيسة. بنات الكنيسة. لا يمكننا أن نحبّ المسيح ونخدمه من دون أن نحبّ الكنيسة وأشخاصها ومؤسّساتها. علاقتنا برعاتنا عضويّة وفاعلة: مع قداسة البابا في الدرجة الأولى، ومع مجمع الكنائس الشرقيّة، وبطريركنا، وأساقفتنا، والكهنة الذين نتعاون معهم، وعلى الأخصّ الإخوة الأنطونيّين، وسائر الرعاة في الأبرشيّات المختلفة، فـي لبنان وبلاد الإنتشـار، حيث غُرِسنا: فرنسا، الولايات المتّحدة الأميركيّة، كندا، أستراليا، قبرص، القدس.

معهم نستشرف المستقبل بالتنسيق والتعاون، موطّدين رجاءنا على المسيح. وعبر مشاركتنا في المجمع البطريركي الماروني، الذي جمع موفدين من لبنان وبلاد الانتشار، ثَبَتنا في تعلّقنا بكنيستنا، وفي العمل معًا لبنيانها، كما في فتح آفاقنا على الكنيسة الجامعة. إنّ خبرتنا للجوّ الروحي والإنساني الذي عاشته الكنيسة في هذا المجمع حفّزتنا لمسؤوليّة، والتزام، وتبادل أشمل، وشهادة للقاء الأخويّ والشراكة المُحِبّة.

إنّ شركتنا، في قلب الكنيسة، هي ثالوثيّة، كريستولوجيّة وبنويّة بامتياز.

شراكة مع مختلف الرهبانيّات والمؤسّسات والحركات الرسوليّة

نتشارك مع إتّحاديّ الرئيسات العامّات والرؤساء العامّين في لبنان وفي العالم، ومع مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان واللجان المنبثقة عنه، ومع كلّ المؤسّسات الروحيّة والتعليميّة والثقافيّة والاجتماعيّة في الكنيسة، في لبنان وبلاد الانتشار.

بالشراكة معهم نسعى لاستنباط سبل جديدة للتعاون في خدمة الكنيسة. فالمتطلّبات الحاضرة، والتأقلم معها، وتطوّر المؤسّسات كلّها حوافز تدعونا إلى تضافر الجهود في الحقل التربوي، والإدارة، والتنشئة الرهبانيّة، والكرازة. فليس من الممكن بعد الآن أن نواجه المستقبل مبعثرين بل سويّة نسعى لنكون كنيسة، نتبادل الخبرات، ونعيش معًا مغامرة الرّوح في اتّباع يسوع.

الشراكة مع معاونينا ومعاوناتنا العلمانيّين

إنّ شركتنا مـع العلمانيّين متجذّرة في تقاليدنا المارونيّة. كلّ الأديرة كان لها «شركاء»، عائلات القرى المجاورة للدير التي كانت تشارك في الأعمال المنزليّة وفي حراثة الأرض، وفي الوقت ذاته تقاسم العائلة الرهبانيّة زهدها وليتورجيّتها وقِيَمها الروحيّة والإنسانيّة. في قاديشا على العموم وفي قنوبين على الأخصّ، كانت الكنيسة المارونيّة، النازحة إلى الوادي المقدّس، تؤلّف مع شركائها عائلة مصلّين وعاملين، يجمعهم الإيمان الوطيد، والرجاء الثابت، والمحبّة المتبادلة.

واليوم، العلمانيّون هم الأكثريّة في إداراتنا المختلفة. إنّهم مثلنا أعضاء في شعب الله السائر نحو الملكوت، يشاركون بروح محبّة في خدماتنا الراعويّة، والتربويّة، والإجتماعيّة ، والتقنيّة. وهم أيضًا أعضاء في عائلاتنا الرسوليّة، ليس فقط كعمّال وموظّفين، بل كشركاء في معادلة من المسؤوليّة المشتركة، والأخوّة الإنجيليّة، والمنافسة الروحيّة المتكاملة، والمبادرات الخلاّقة.

بروح تجرّد واحترام متبادل، نسعى إلى ترقيتهم الإنسانيّة، والعلميّة، والمهنيّة في كلّ الميادين الممكنة من أجل تنميتهم الشخصيّة والوظيفيّة والكنسيّة.

ويهيب بنا هذا المثال التراثيّ لكي نجعل من مؤسّساتنا الرهبانيّة والتربويّة والاستشفائيّة والاجتماعيّة والرعويّة موقع شراكة تنطلق منه عائلات على مستوى الكنيسة والوطن.

شراكتنا مع باقي الكنائس والأديان والفئات الاجتماعيّة

الشراكة هي عمق الكاريسما التي بنيت عليها الكنيسة منذ العنصرة. وعلى هذه المواهبيّة، التي تجمع بين الكنائس والأديان والفئات، بُنيت كنيستنا، وتأسّست رهبانيّاتنا، وفُطر لبنان "الرسالة".

لقد أعطى الشرق المسيحي على الدوام شهادة الشراكة بين مختلف المعتقدات والشعوب. «منذ الأوائل... استبان الشرق المسيحي قادرًا على تبنّي الخطوط الخاصّة بكل ثقافة مع احترام عميق لخصائص كلّ جماعة... فالحمد لله... الذي عرف أن يصنع من هذه الحجيرات المختلفة، فسيفساء هكذا جميلة ومتنوّعة» (نور الشرق 5).

إنّ العلامة التي تعطيها الحياة الرهبانيّة هي طريقة عيشنا معًا كأخوات، بالتقاسم والتوافق وابتداع طريقة عيش تشهد للتكافل والغفران والعيد. إنّ طعم الإنجيل هذا يكوّن جوهر «الجاذبيّة» في الحياة الرهبانيّة التي تغري وتحفّز.

التربية الرهبانيّة

التربية الرهبانيّة:عربون المستقبل

التربية الرهبانيّة هي همّنا الأساسي في توعية الدعوات وتمييزها، ومرافقتها بصبر وحنان وثقة وحزم. نساعد الصبايا قبل كلّ شيء على تنمية الأهداف الجوهريّة:

«الطراوة» والحماس في محوريّة المسيح وخلق علاقة معه تكوّن شخصيّة واعية وحارّة.

«الإنجذاب» لروحانيّة ديناميّة تغتذي من التراث وتكوّن «نواة صلبة» من القناعات والانتظارات للمستقبل.

«الاكتواء» بنار الرسالة جوابًا على «صراخ» البشريّة المعذّبة في السعي لإحلال العدل والسلام والأخوّة. فكلّ راهبة وكلّ جماعة هي خفير لتشجيع من دعاهنّ الربّ إلى الإنضمام إلينا والعمل في ورشتنا الرهبانيّة والرسوليّة.· التنشئة الرهبانيّة

التنشئة الأولى

التنشئة الأولى هي ذات أهميّة كبرى في التفاعل مع الشبيبة الذين أسماهم قداسة البابا «حرّاس الفجر». هذه التسمية هي بالنسبة لهنّ ولنا برنامج حياة.

نسعى إليهنّ ويسعين إلينا، بانتظار انبثاق نور المسيح المتجلّي لنا ولهنّ. فكلّ صبيّة تدخل ديرنا هي عربون للجرأة الروحيّة في الشهادة الشفّافة والفرِحة بلقاء المسيح، وبعيش «حياة مستترة في المسيح»، شرط أن تبني التزامها على أسس إنسانيّة سليمة واختبار روحيّ عميق.

فالقِيَم التي تستهوي اليوم قلوب الشبيبة مستحدثة وجذّابة. يميّز بينها المنطق الإنجيلي فتضحي قيمة الشخص البشري في فرادته لا في تفرّده، وفي حرّيته لا في تحرّره، وفي شفافيّته وصراحته، لا في وقاحته واستئثاره بالحقيقة. الشبيبة بانتظار من يصغي لخبراتها بقلب كبير ، ويرافق مسيرتها. هذا الاعتراف بمتطلّبات الشبيبة وتوقها العميق يساعدها، بمحبّة وحزم وصبر، على تكوين نواة إنسانيّة وروحيّة صلبة لمواجهة التحدّيات والتغلّب على الصعاب، والمسيرة الثابتة في سبل الشهادة والرسالة والقيادة.

التنشئة المستمرّة

والتنشئة المستمرّة تكمّل الأولى وتنضجها. قوامها متابعة الراهبات الحديثات وإدخالهنّ في روحانيّة الرهبانيّة وجعلهنّ بثقة أولياء تنشئتهنّ عبر توجيههنّ العلمي، وتشجيعهنّ على الانتماء الحقيقي للرهبانيّة، وتبنّي روحانيّتها، ومسيرتها الرسوليّة، واهتماماتها. وهذا الانتماء ينضج ويتعمّق باقتفاء آثار اللواتي سلكن طريق القداسة قبلنا بأمثلتهنّ الصالحة، وباحترام القِيَم الرهبانيّة التي عليها بنيت، وبها يكتمل بناؤها. مثالهنّ الأعلى مريم الأمّ والمعلّمة التي عاشت ملء المحبّة، والفرح في الرجاء، والقوّة في المحنة، والمثابرة على الصلاة، والانتباه لحاجات الأخوات والإخوة (روما 12/11-13).
من نحن
رسالتنا

شاهدات ليسوع، نحيا وسط شعب الله في أديرتنا ومؤسّساتنا المتواجدة في ربوع لبنان ودنيا الانتشار، في خدمة شعبنا والوافدين إلينا، حاملات عمق دعوتنا التأمليّة بين قطبيّ كلمة الله والإفخارستيّا، وسائرات معًا نحو الملكوت.

إنّ مجاوبة الرهبانيّة على حاجات الكنيسة وحاجات المجتمع هي عمل الروح القدس الخلاّق الذي ينير الطريق ويقوّي على اتّباعها. فخدمات المحبّة التي نقوم بها، وإن لم تفِ بكلّ المطلوب فقد تساهم بفعاليّة بتخفيف آلام المعذّبين والحضور بقربهم. هذه الخدمات تتناول عدّة قطاعات:

- الصلاة، والإصغاء إلى الكلمة، والمشاركة الفعّالة في الإفخارستيّا؛

- التربية والكرازة والعمل في الرعايا،

- الضيافة، والعمل اليدويّ، والفن المقدّس، والشهادة الحيّة؛

- خدمة المحبّة، والرحمة، والأعمال الخيريّة؛

- الحوار المسكوني، والحوار بين الأديان وبين الثقافات.

روحانيّة الرسالة

محور رسالتنا ينبع من خبرتنا العميقة والمتواصلة بالربّ ومن الشراكة مع الآخرين: «ذاك الذي رأيناه وسمعناه نبشّركم به» (1 يو 1: 3).

ومعه تصبح الرسالة ضرورة، بل حالة طوارئ أخّاذة، لا تطيق الصبر والاستمهال. «كنت جائعًا فأطعمتموني، عطشانًا فسقيتموني... وكلّما صنعتم شيئًا من ذلك فلي قد صنعتموه» (متى 25: 35-40). يتماهى المسيح مع الصغار" و"المحتاجين" فنرى وجهه على كلّ وجه، اليوم وغدًا وكلّ يوم. إنّه يدلّنا على الطريق.

على هذا المنوال درجت كنيستنا الأنطاكيّة – السريانيّة على التكامل بين محوريّة الحياة الرهبانيّة وخدمة المحتاجين. هكذا عاش افرام «ناسكًا في المدينة»، معلّمًا وشمّاسًا خادمًا. لم تكن المشاكل والصعوبات تلهيه عن خدمة المحبّة، فالنسّاك في البراري ساهموا في رسالة الكلمة والتوبة ونشر ملكوت الله وفي إخصاب الأرض وإعالة الكثيرين.

نعيش من أجل الله ومن أجل الآخرين. أن نكون «للآخرين» هو في البشريّة ينبوع حياة في الله، وتجدّد دائم في الشهادة والرسالة. ومع الرسالة الجديدة تتجدّد المتطلّبات :

متطلّبات حوار وتعاون بروح الخدمة والصداقة.

متطلّبات مرونة وتطبّع متواصلة.

متطلّبات تأهّل أكثر تكثيفًا لنبقى على المستوى المطلوب.

هذه الرسالة نحملها في قلب الكنيسة، وتبعًا لتوجيهاتها، «لخدمة مسكونيّة، والمساهمة في إحلال السلام وعدم العنف، وفي تنمية موقف تعاطف وحنوّ على آلام الآخرين» أيًّا كانوا (الإنطلاقة من المسيح 35).

معًا نعمل «لحوار الثقافات» وللتفتيش عن وجه الله وترقية الإنسان. ففي لبنان وبلاد الإنتشار تصبح رسالتنا بلا حدود في خدمة شعبنا المغترب، مع الإنفتاح على الجميع.

نذهب إلى العالم مع ما نحن عليه من إرث كنسيّ ولبناني من دون الإنغلاق على المعطيات الغربيّة، في توازن بين الأخذ والعطاء، وفي التبادل والتواصل.

روحانيّة الرسالة تُختصر بثلاثة أوجه: خدمة الصلاة والتسبيح، وخدمة كلمة الله، وخدمة المحبّة:

خدمة الصلاة هي كالخميرة في العجين، تحوّله ويحوّلها. إنّ هذه الخدمة «أُرسلنا لها لأجل الذين سيرثون الحياة» (عب 1: 14). نصلّي لأجلهم ومعهمم في شركة القدّيسين.

خدمة كلمة الله تحتلّ مركز الصدارة. إنّها كلمة حياة في التربية الدينيّة واللقاءات الروحيّة والمحاضرات، نشهد لها بالتأمّل والكتابة أو بوسائل الإعلام. هـذه الكلمة هي كالنار في قلبنا وروحنا، في جسدنا وعقلنا وفهمنا وتصوّرنا، وفي كلّ ذاتنا. دعوتنا أن نصير سرًّا من أسرار الكلمة، وأداةً لعملها، وعمل الرّوح القدس. وبقدر ما نستسلم إلى روح الله نسمع «أنّاته التي لا توصف» ونقرأ من خلالها علامات الزمن الحاضر فلا يعود مجال لعدم الاكتراث. عندها يزدهر كلّ شيء فينا وحولنا، من خلال التزامنا، ويولد كلّ شيء على الرجاء.

خدمة المحبّة هي «برنامج يسوع، برنامج السامري الصالح، و"هو قلب يرى". هذا القلب يرى حيث الحبّ ضروريًّا ويعمل على اكتماله» (الله محبّة 31). الرسول يشهد بكلّ ما هو وما يقتني: الكيان والعمل، والصلاة مع عمل أيدينا ولمسة الحنان تتكفّل بالباقى.

في سبيل غدٍ مشرق

هذا الغد هو بين يديّ الله، نسعى إلى النجاح من دون أن نؤسَر به ونفتح قلوبنا لهمسات الروح، على الرجاء.

لا يأتي المستقبل جزافًا بل يُبنى. نبتدعه بأجوبة جديدة على تحوّلات جديدة، على كلّ المستويات، واليوم تدعونا أزمة انعدام القِيَم إلى النجدة.

المستقبل هو إعادة تأسيس جديد، وانطلاقة جديدة في جذريّة الشغف بالله، وخلق التوازن بين الشخص والمؤسّسات في جماعاتنا الرهبانيّة، والتفاني من دون شرط لتسريع حلول الملكوت بالتكافل مع الآخرين، كلّ الآخرين من شعب الله.

المستقبل يدعونا لأن نصبح أكثر تجرّدًا، وتخلّيًا، واعيات لوهننا و«للآيات» التي يصنعها الله فينا.

عمرنا خمس وسبعون سنة، عمر النضج والحكمة والخبرة. إنّه عمر الإنتظارات وأخذ القرار. والطريق باتت تسير بنا قدمًا نحو مَن هو الحياة، «فليكن فرحنا كاملاً» (1 يو 1/4).

إنّ رسالاتنا التربويّة والاجتماعيّة والرعويّة والفنيّة في لبنان وبلاد الانتشار ليست سوى وسائل نحاول من خلالها الشهادة لمن يطلب: «نريد أن نرى يسوع» (يو 12/12). هذه الشهادة هي هاجس كلّ العائلة من أخوات في الرهبانيّة، ومعاونين ومعاونات في الخدمة، ومخدومين ومخدومات. ننظر إلى المستقبل لسنا فقط فخورات بإرث مجيد، بل أيضًا مستعدّات لأن نكتب مع المسيح ومع كنيستنا تاريخًا مقدّسًا بهدي الرّوح القدس «الذي يعضد ضعفنا». والربّ يردّد اليوم على مسامعنا أكثر من أيّ وقت مضى: «لا تخافوا، أنا معكم إلى منتهى الدهر». وسيبقى المشعل ينتقل من يدٍ إلى يد، وستبقى كلمة الله تتجسّد فينا بالإيمان والرجاء والمحبّة، في قلب رهبانيّتنا السائرة نحو انطلاقة جديدة بروح متّقد نحو ملكوت التطويبات.
من نحن
خدمة السلطة

إن السلطة الرهبانيّة الأنطونيّة، المرتبطة بالكنيسة، تؤدّي خدمة مثّلّثة هي: خدمة التعليم والتقديس والتدبير، على مثال المسيح، ووفقًا لروحانيّة الرهبنة الخاصّة. وهذه ليست روحيّة فحسب بل هي ذات تسلسل رئاسيّ تنشأ عن المسيح وروحه وتأخذ منه الدفع والحيويّة، فتكون خادمة للحبّة وتعمل من أجل تلاحم الأعضاء في ما بينهم متمسّكة بالمسيح الرأس. تُمارَس السلطة الرهبانيّة من خلال المجامع العامّة والرئيسة العامّة والرئيسة المحليّة، بمعاونة المجالس المختصّة .

المجمع العام

إنّ المجمع العام هو الهيئة التمثيليّة للرهبنة بكاملها. وهو يملك، على صعيد قوانينها الداخليّة، السلطة الشرعيّة الداخليّة العليا. يُمارس سلطته عن طريق إصدار المراسيم والقرارات التي لا تتناقض مع الرسوم، وينتخب الهيئة العامّة. يتمتّع أعضاءه جميعهنّ بالحقوق نفسها ويلتزمن بالواجبات نفسها.

مجلس الرئاسة العامّة

يتألّف مجلس الرئاسّة العامّة من الرئيسة العامّة وأربع مدبّرات، يعملن معًا على تحقيق قرارات المجمع العام بأمانة، فيضعن الخطوط العريضة لرؤية مستقبليّة على مستوى الرهبنة، وينظّمن قطاعات عمل متميّزة ومتكاملة على مختلف الأصعدة .

1946-1952 ⁽¹⁾

الرئيسة العامّـة      :     الإم إيزابيـل خـوري

النائبـة العامّـة       :     الأخت مريـم عــون

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت تريـز ديــب

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت فرجيني لطيـف

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت لـويـز مسعـد

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت جوزفين المعرّاوي

أمينة السرّ العامّة :     الأخت أفدوكيـا زيـدان

معلّمة الابتـداء      :     الأخت أفدوكيـا زيـدان

1952-1953 ⁽²⁾

الرئيسة العامّـة      :     الأم إيزابيـل خـوري

النائبـة العامّـة       :     الأخت أفدوكيـا زيدان

المدبّرة الأولـى      :     الأخت هنرييت روفايل

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت مريـم عـون

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت جوزفين المعرّاوي

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت سيسيليا بو عـون

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت جوزفين المعرّاوي             فُسّح لها بمرسوم خاصّ

أمينة السرّ العامّة :     الأخت ألكسندرا مسعـود

معلّمة الابتـداء      :     الأخت ألكسندرا مسعـود

(1)   تعيّنت في 30/12/46 بموجب مرسوم صدر عن قدس الرئيس العامّ الأنطوني إيرونيموس خير الله في 16/9/46.

(2)   تعيّنت في 13/10/52، بعد مرض الأم إيزابيل خوري، بموجب مرسوم صدر عن مجمع الكنائس الشرقيّة بروتوكول رقم 78/54.

1953-1959 ⁽³⁾

الرئيسة العامّـة      :     الأم أفدوكيـا زيـدان

النائبـة العامّـة       :     الأخت هنرييت روفايل

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت مريـم عـون                   56 مرضت

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت سيسيليا بو عون

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت جوزفين المعرّاوي

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت برنديت شلهوب

أمينة السرّ العامّة :     الأخت ألكسندرا مسعود              57 مدبّرة / تكملة مدّة الأخت مريم عون

معلّمة الابتـداء      :     الأخت ألكسندرا مسعود

1959-1965 :

الرئيسة العامّـة      :     الأم أفدوكيـا زيـدان

النائبـة العامّـة       :     الأخت هنرييت روفايل

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت ألكسندرا مسعود

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت متيلدا أبو جوده

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت برنديت شلهوب              64 استقالت

                           الأخت سيسيليا بو عون             تكملة مدّة

القيّمة العامّـة       :     الأخت فيكتوار الدويهي

أمينة السرّ العامّة :     الأخت هنرييت روفايل               62 استقالت (لا يمكن أن تكون نائبة عامّة وأمينة سرّ عامّة في الوقت نفسه)

                           الأخت نتالـي باسيـل                 تكملة مدّة

معلّمة الابتـداء      :     الأخت ألكسندرا مسعود

(3)   تعيّنت في 13/12/53 بموجب مرسوم صدر عن مجمع الكنائس الشرقيّة في 1/12/53.

1965-1971

الرئيسة العامّـة      :     الأم أفدوكيـا زيـدان

النائبـة العامّـة       :     الأخت هنرييت روفايل               69 استقالت

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت ألكسندرا مسعود              69 نائبة عامّة / تكملة مدّة

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت متيلدا أبو جوده              69 مدبّرة ثانية

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت نتالـي باسيـل                 69 مدبّرة ثالثة

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت فيكتوار الدويهي

أمينة السرّ العامّة :     الأخت كليمنص حلـو                69 مدبّرة رابعة / تكملة مدّة

معلّمة الابتـداء      :     الأخت ألكسندرا مسعود              65-66

                           الأخت سوزان الرّامـي                66-68

                           الأخت ماري كزافييه السكاف        68 تكملة مدّة

1971-1977

الرئيسة العامّـة      :     الأم هنرييت روفايـل

النائبـة العامّـة       :     الأخت أفدوكيا زيـدان

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت نتالـي باسيـل

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت سوزان الرّامـي

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت كليمنص حلـو

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت إليـان اسكندر

أمينة السرّ العامّة :     الأخت ماري كزافييه السكاف

معلّمة الابتـداء      :     الأخت سوزان الرّامي

1977-1983

الرئيسة العامّـة      :     الأم كليمنـص حلـو

النائبـة العامّـة       :     الأخت نتالـي باسيـل

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت دومينيك الحلبي

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت فيليسيته ضـوّ

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت ماري كزافييه السكاف

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت أفدوكيا زيـدان

أمينة السرّ العامّة :     الأخت ماري كزافييه السكاف

معلّمة الابتـداء      :     الأخت إستيـر عيــد

1983-1989

الرئيسة العامّـة      :     الأم كليمنـص حلـو

النائبـة العامّـة       :     الأخت نتالـي باسيـل

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت ماري كزافييه السكاف

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت دومينيك الحلبي

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت فيليسيته ضـوّ

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت أفدوكيا زيـدان

أمينة السرّ العامّة :     الأخت إيزابيل ناصيف

معلّمة الابتـداء      :     الأخت إستيـر عيــد

1989-1995

الرئيسة العامّـة      :     الأم دومينيك الحلبـي

النائبـة العامّـة       :     الأخت جوديت هارون

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت أليـس عريجي

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت إيزابيل ناصيف

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت إستيـر عيـد

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت بيـرت عنتـر

أمينة السرّ العامّة :     الأخت إيزابيل ناصيف

معلّمة الابتـداء      :     الأخت ماري برنار لحّود

1995-2001

الرئيسة العامّـة      :     الأم ماري كزافييه السكاف

النائبـة العامّـة       :     الأخت جوديت هـارون

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت فيليسيته ضــوّ

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت إستيـر عـيـد

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت إيزابيـل ناصيف

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت أليـس عريجـي

أمينة السرّ العامّة :     الأخت إيزابيـل ناصيف

معلّمة الابتـداء      :     الأخت ماري برنار لحّود

2001-2007

الرئيسة العامّـة      :     الأم جوديـت هـارون

النائبـة العامّـة       :     الأخت إيزابيل ناصيـف

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت إستيـر عيــد

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت بازيل الصيّـاح

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت نزها الخـوري

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت أليس عريجـي

أمينة السرّ العامّة :     الأخت إيزابيل ناصيف               فسّح لها بمرسوم خاصّ

معلّمة الابتـداء      :     الأخت مـاري تومـا

2007-2013

الرئيسة العامّـة      :     الأم فيليسيتـه ضــوّ

النائبـة العامّـة       :     الأخت جوديت هارون

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت باسمة الخوري

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت جيروم صخـر

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت نزها الخـوري

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت أليس عريجـي

أمينة السرّ العامّة :     الأخت إيزابيل ناصيف

معلّمة الابتـداء      :     الأخت ماري تومــا

2013-2019

الرئيسة العامّـة      :     الأم جوديت هـارون

النائبـة العامّـة       :     الأخت نزها الخـوري

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت باسمة الخوري

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت إيفـا شمعـون

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت كليمان ماري نجيم

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت ريتـا منصـور

أمينة السرّ العامّة :     الأخت كليمان ماري نجيم

معلّمة الابتـداء      :     الأخت ساميه أبو شقره

2019-2025

الرئيسة العامّـة      :     الأم نزها الخوري

النائبـة العامّـة       :     الأخت لينا الخوند

المدبّرة الثانيـة       :     الأخت باسمة الخوري

المدبّرة الثالثـة       :     الأخت كليمان ماري نجيم

المدبّرة الرابعـة      :     الأخت جنان فرح

أمينة السرّ العامّة :     الأخت كليمان ماري نجيم

الـقيّمة العامّـة       :     الأخت ريتـا منصـور

معلّمة الابتـداء      :     الأخت سيلين نهرا

الرئيسة العامة

تمثّل الرئيسة العامّة الرهبنة رسميًّا أمام السلطات الطنسيّة والمدنيّة وتأخذ على عاتقها محافظة الرهبنة على الأمانة لروح الإنجيل وتعليم الكنيسة وقوانينها من جهة وعلى رسوم الرهبنة وروحانيّتها من جهة أخرى

الأم ايزابيل خوري

1946-1953

الأم أفدوكيا زيدان

1953-1971

لأم هنرييت روفييل

1971-1977

الأم كليمونس حلو

1977-1989

الأم دومينيك حلبي

1989-1995

لأم ماري كزافيه سكاف

1995-2001

الأم جوديت هارون

2001-2007

الأم فيليستي ضو

2007-2013

الأم جوديت هارون

2013-2019

الأم نزها الخوري

2019 - ...

الوظائف العامّة الأخرى

أمينة السر العامة

تمسك أمينة السر العامة سجلاً لقرارات مجلس الرئاسة العامة وتدوّن فيه محتويات محاضر الجلسات؛

تُبلّغ، إلى الأديرة والى الراهبات، الأنباء والمعلومات التي تتناول الحياة الروحية والتنشئة والتثقيف والرسالة والإدارة وغيرها وذلك بحسب توجيهات الرئيسة العامة.

القيّمة العامة

تدير أموال الرهبانية وفقًا لأحكام القونين وبإشراف الرئيسة العامة، تدقق في سجلات حسابات كل دير وتعرض الخلاصة على مجلس الرئاسة العامة.

- معلّمة الابتداء

تسهر على تربية المبتدئات، تعد برنامج تنشئتهن وتعرضه على مجلس الرئاسة العامة لتنال موافقته عليه.

- معلّمة الراهبات الحديثات

تشرف على تنشئتهن على كلّ الصعد وتسهر على نموهن في طريق القداسة.

- معّمة الطالبات

تقوم بتربيتهن على كل الصعد وتساعدهن على التحقق من دعوتهن الرهبانية.
قطاعات رسالتنا

الرسالة شهادة حبّ. مع الرّوح القدس الخلاّق يمكننا إعطاء عدّة أجوبة على حاجات الكنيسة وزمننا الحاضر، في لبنان وبلدان الإنتشار. خدماتنا الرسوليّة تهدف لتكون خدمة محبّة

إنّ أديرتنا وبيوتنا في لبنان وبلدان الإنتشار هي الأساس في حياتنا الرسوليّة. فمنها مَن هو قائم بذاته للرسالة. والأغلبيّة ما هو على رأس مؤسّسة تربويّة أو اجتماعيّة أو صحيّة أو فنيّة، منفصل عنها وبالوقت ذاته في صلبها بمثابة لولب لحركتها.

ويبقى الهدف في كلّ هذه الرسالات، التقرّب من المحتاجين والتعاون معهم لتخطّي أوضاعهم المأساويّة. إنّ دعوتنا تهيب بنا لأن نعتبر الفقراء والمتروكين من أولى اهتماماتنا.

بيوت للصلاة والرياضات الروحية

في بيوت الصلاة: بكفيا، عين علق وقنّوبين. العيش في الإصغاء إلى كلمة الله والصمت والاختلاء، والمشاركة الناشطة في الليتورجيّا، والاستعداد للاستقبال في كلّ هذه المجـالات.

الرسالة التربويّة

رسالتنا التربويّة تهدف إلى تنشئة العقل والقلب والضمير واليقين الإيماني بأنّنا أبناء الله. إنّها تستغرق معظم جهودنا وهي منتشرة في كلّ المناطق وتخدم كلّ الفئات وكلّ طبقات المجتمع.

إنّها «خميرة الخلاص» في لبنان وبلاد الانتشار، تصبو دومًا إلى ترقية الإنسان والمجتمع باتّباع أحدث الأساليب التربويّة والتعليميّة والتدريب على الانفتاح والتعاضد، وتغليب «حوار الحضارات» على تصارعها على المستويات، المسكونيّة والإجتماعيّة والسياسيّة وبين الأديان، والقبول بالتعدديّة والشراكة بطريقة مسالمة وأخويّة.

عدد مؤسساتنا التربوية في لبنان وبلاد الانتشار احدى وعشرون (21)، منها عشرة ثانويات(10). جميعها مثلث اللغات: عربي، فرنسي، انكليزي، وتضم حوالي خمسة عشر تلميذة وتلميذًا سنويًا.

الرسالة الإجتماعيّة – الصحيّة

رسالتنا الإجتماعيّة والإستشفائيّة في خدمة الرحمة والمحبّة، في الدُور والمياتم والمستشفيات والمستوصفات كلّها بيوت وجع وألم. دعوتنا فيها أن نخفّف المعاناة بالحضوروالإحاطة، والرعاية والشفاء الروحي، وإعطاء عائلة لمن يشقى من الوحدة، ومعنى للحياة لمن فقد معناها، وأهدافًا لمن لا هدف له.

بيوت الضيافة

أمّا بيوت الضيافة في لبنان وبلاد الانتشار فهي المسكن الأمين والدافئ للفتيات اللواتي يقصدن المدينة للتعلّم والتثقّف أو لكلّ فرد أو جماعة تفتّش عن الخلوة والصلاة والتجدّد الروحي.

الرسالة الفنّية

رسالتنا الفنيّة، في محترف الفن المقدّس، تصلنا بالتراث وتساهم في إحيائه وابتداعه في خصوصيّته: في الأيقونة، والزجاجيّات، والأواني الكنسيّة، وأدوات العبادة، وحلل الكهنة. هذا المحترف يسعى لتجسيد روح الليتورجيّا المارونيّة واستعمال النقوش والزخرف باللغة السريانيّة، تبعًا للدورة الطقسيّة.

وكثيرات من أخواتنا قد انتهجنَ التعبير بالفنّ اليدويّ: طهي، خياطة، حياكة، تطريز، رسم، الحفر على الخشب، وتصفيف الباقات للزينة.

إنّ موهبة اليد تهيّئ المرأة لخلق الجمال، وتعطي خطًّا لإشاعة الفرح في العيش والصلاة والإبداع، مبرزة أهميّة الرمزيّة والشاعريّة كمجالٍ للترقّي الإنسانيّ والروحيّ.

الرسالة الإعلاميّة

رسالتنا الإعلاميّة، تحاكي العصر بلغته، في تأليف الكتب، والمقالات، وإلقاء المحاضرات، واستعمال الوسائل السمعبصرية لإيصال البشارة، وتلقّفها بالقراءة والإصغاء والمشاهدة.

مواقع رسالاتنا

أيها الزائر العزيز، تجد على هذه الصفحة جميع أماكن رسالاتنا. يمكنك البحث عن مكان معيّن بحسب : نوع الرسالة، البلد ...

نوع الرسالة

بلد

جبل لبنان

دير سيّدة النعم ، الرئاسة العامّة

تعليم,اجتماعي,تدريب

رومية

Lebanon

دير وثانوية مار ضومط ، روميه

تعليم,وسائل الإعلام,ريفي

رومية

Lebanon

المكتب التربوي ، رومية

وسائل الإعلام

رومية

Lebanon

المحترف للفن المقدّس ، رومية

فن

رومية

Lebanon

مستشفى دار الرحمة ، عين سعادة

اجتماعي,ريفي

رومية

Lebanon

مستشفى ضهر الباشق ، روميه

اجتماعي

رومية

Lebanon

دير ومدرسة سيدة العطايا ، الدكوانه

تعليم

الدكوانه

Lebanon

دير الراهبات الأنطونيات ، بكفيّا

صلاة,ريفي

بكفيا

Lebanon

دير سيدة الخلاص ، عين علق

صلاة,تدريب,ريفي

عين علق

Lebanon

دير وثانوية السيدة ، الحازمية ، مار تقلا

تعليم,ريفي

الحازمية، مار تقلا

Lebanon

دير وثانوية السيدة ، الجمهور

تعليم,ريفي

الجمهور

Lebanon

دير وثانوية السيدة ، كفرشيما

تعليم,ريفي

كفرشيما

Lebanon

بيت العائلة ، بحمدون

استقبال,ريفي

بحمدون

Lebanon

دير ومدرسة مار قرياقوس، رشميّا

تعليم,ريفي

رشميا

Lebanon

المركز الصحّي الإجتماعي ، مجدل المعوش

اجتماعي

مجدل المعوش

Lebanon

دير ومدرسة السيدة ، مجدل المعوش

تعليم,اجتماعي,ريفي

مجدل المعوش

Lebanon

دير وثانويّة مار الياس ، غزير

تعليم,ريفي

غزير

Lebanon

دير مار بطرس للراهبات الأنطونيات ، دلبتا

ريفي

دلبتا

Lebanon

بيت سيّدة الورديّة ، عشقوت

تعليم,اجتماعي,فن,ريفي

عشقوت

Lebanon

مدرسة مار يوحنا ، عشقوت

تعليم,ريفي

عشقوت

Lebanon

بيروت

فوايه الراهبات الأنطونيّات ، الأشرفيّة

استقبال,ريفي

الأشرفية

Lebanon

النبطية

ثانويّة السيّدة ، النبطيّة

تعليم,ريفي

النبطية

Lebanon

لبنان الجنوبي

مدرسة مار يوسف ، دبل

تعليم,اجتماعي,ريفي

دبل

Lebanon

مدرسة سيّدة لبنان ، رميش

تعليم,ريفي

رميش

Lebanon

البقاع

ثانوية مار يوسف ، زحلة كساره

تعليم,ريفي

زحلة كساره

Lebanon

مؤسّسة أسعد عبّود ، عيتنيت

تعليم,ريفي

عيتنيت

Lebanon

لبنان الشمالي

دير الراهبات الأنطونيّات ، إهدن

استقبال,ريفي

اهدن

Lebanon

مدرسة مار أنطونيوس ، زغرتا

تعليم,ريفي

زغرتا

Lebanon

ثانويّة ومعهد مار أنطونيوس التقني ، الخالديّة

تعليم,ريفي

الخالدية

Lebanon

المركز الطبّي الإجتماعي ، الخالديّة

اجتماعي

الخالديّة

Lebanon

دير سيدة قنوبين

صلاة,استقبال,فن,ريفي

وادي قنوبين

Lebanon

مستشفى سيّدة السلام ، القبيّات

اجتماعي,ريفي

القبيات

San Marino

خارج لبنان

مركز سيدة لبنان

استقبال,تدريب

بيت حنينا

Palestian

بيت البروفيدنس للراهبات الأنطونيات

استقبال,ريفي

فرنسا

France

دير القديسة رفقا

تعليم,استقبال,ريفي

نيقوسيا

Cyprus

دير ومدرسة البروفيدنس للراهبات الأنطونيات

تعليم,ريفي

اوتاوا

Canada

دير ودار العجزة للراهبات الأنطونيات

اجتماعي,ريفي

اوهايو

USA

دير والثانوية الأنطونية

تعليم,ريفي

ملبورن

Australia

دير ومركز مار بولس

اجتماعي,ريفي

ملبورن

Australia
حول العالم

أديارنا في العالم لها هوية مزدوجة: دير ومركز رسالة. إنّها تختصر مهمّة الرهبانيّة في الإدارة والتعليم والتقديس من خلال كافة القطاعات الرسولية. نودّها مشعّة بالإيمان والمحبّة والرجاء الواثق، ساعية إلى الشهادة والخدمة، ومحبّة الربّ فوق كلّ محبّة.

وهي تعد واحد وثلاثين (31) وتتواجد في عدة مناطق من لبنان. أربعة منها هي أديرة تراثية، أماكن ذكرى تحمل طابع الماضي، وتتألق بزهو الحاضر وبوعود المستقبل. وهي دير مار ضومط، رومية المتن، دير مار الياس، غذير، دير سيدة الخلاص، عين علق، دير سيدة قنّوبين، قاديشا. أما السبعة والعشرون الباقية فهي، مثل الأربعة، تدمج الحياة الرهبانية والرسالة.

أديارنا في بلاد الإنتشار تعدّ سبعة (7) وتجاوب على نداءات ملحّة في تنوعها: رسالة تربوية، اجتماعي- صحية، رعائية وثقافية. إنها جسور بين لبنان المقيم والمنشر وواحات رجاء في التواصل والأمل بالعودة، ومواكبة لحضورالكنسية والوطن. هدفها التجسد في المحيط من دون فقدان الهوية، وكسب المهارات، وانفتاح يخدم المجتمع ويغني الجميع.

أمينات لرسالتنا في الكنيسة، نذهب إلى العالم مع ما نحن عليه من إرثٍ كنسي ولبناني على أصعدة روحية، وانسانية، وثقافية، ومهنية، من دون الإنغلاق على المعطيات الغربية، في توازنٍ بين الأخذ والعطاء، وفي التبادل والتواصل

رموز البعثات
أماكن رسالاتنا

خلوات ورياضات روحية

رسالة تربوية

رسالة صحية-إجتماعية

ضيافة

رسالة فنية

رسالة اعلامية

إدارة عامة

تنشئة رهبانية

رسالة رعوية
جديدنا

أحدث الأخبار
Voir > http://www.facebook.com/groups/Soeurs.Antonines.SG

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد

اقرأ المزيد
منشوراتنا
عزيزي المستخدم، سوف تجد في هذه الصفحة جميع المنشورات. إذا كنت ترغب في طلب كتاب أو أي منتج آخر، من فضلك أرسل لنا رسالة

بحث

العنوان

الكاتب

نشر

النوع

السنة

الكتب

كنوز آباء الكنيسة

الأخت كليمان ماري نجيم
باريس

صلوات للعذراء مريم

الأخت كليمان ماري نجيم
لبنان

الانجيل كلمة حياة

الأخت كليمان ماري نجيم

تاريخ جمعية الراهبات الأنطونيات المارونيات - الجزء الثالث

الأخت كليمان ماري نجيم الأنطونية والأباتي أنطوان راجح الأنطوني
مطبعة بيبلوس - المنصورية المكلس

تاريخ جمعية الراهبات الأنطونيات المارونيات -الجزء الأول

الأخت كليمنص حلو الأنطونية
مطبعة بيبلوس - المنصورية المكلس

Jubilé d'Or

اليوبيل الذهبيّ 1932-1982 اليوبيل الخمسيني للتجديد…

KITAB FI MA'ARIFAT AL-ANGHAM WA CHARHIHAe

Sr Thérèse Antar

L'amour de Dieu dans la philosophie de SPINOZA

Sr Judith Haroun
Éditions de l'université Antonine
Si l'on s'accorde aujourd;\'hui à voir en Baruch Spinoza l'un des philosophes…

L'Education de l'Enfant dans la société traditionnelle au Liban

Sr Clément-Marie Noujaim
Edilivre
Ce livre trace le profil d'enfant à éduquer dans la société traditionnelle…

La mère dans l'oeuvre de Mauriac

Sr Clément-Marie Noujaim
Edilivre
"Il y a quelque chose d'infiniment plus beau que de dépasser les hommes dans tou…

La Paix en arc-en-ciel

Sr Marie-Albert Ibrahim

Language floral des enfants libanais

Bureau pedagogique des srs Antonines

Le fils aîné, figure à part

Sr Céleste El Achkar
LE POINTIER
A tou les jeunes couples qui vivent avec l'intérêt particulier l'attente…

Les deux repas johanniques

Sr Bacima El Khoury
Centre d'Édition et de Diffusion du Livre ( CEDLUSEK)
À partir d'une étude exégétique des…

Mon Beau Graphisme

Sr Francois-Marie Mouhawej

Mon deuxième livre de musique

Sr Thérèse Antar

Mon premier livre de musique

Sr Therese Antar

Pour Votre Bonne Santé

Sr Clément Marie NOUJAIM
Edilivre - Paris

Pre-Math

Sr Francois-Marie Mouhawej

Quand le cedre fraternise avec le Palmier Tissage des liens

Sr Marie-Albert Ibrahim

Je dédie cet Album aux enfants du Liban, aux enfants de l'Irak et à tous les enfants…

Rayon de sagesse

Sr Clément-Marie Noujaim
Edilivre , Edition A PARIS
Rayon de sagesse trace le profil d'une personnalité pleine…

Symbole et langage

Sr Clémence Hélou
MAME ÉDITEURS
"... une résonnace unique que seule pouvait faire entendre…

أثر التلفزيون في تربية المراهقين

Sr Nazha El Khoury
دار الفكر اللبناني

الأبن الأكبر وجه مميز

Sr Céleste El Achkar
دار الفكر اللبناني
إلى كلّ أب وأم يحملان همّ رسالة تربية أولادهم . …

الثقافة الموسيقيّة التذوّق الموسيقي

Dr Toufik Kerbage et Sr Thérèse Dib Antar
المركز التربوي للبحوث والأنماء , مكتب الإعداد والتدريب

الرهبنة قوّة حضور وسلطة محبّة

Dr Samir Khoury

حب الله

Sr Judith Haroun
دار الفكر اللبناني

حبّك صلا

Audio CDs

العنوان : حبّك صلا كلمات : الأخت…

حبّك صلاتي

Audio CDs

العنوان : حبّك صلاتي كلمات : الأخت…

طلّة رجا

Audio CDs

العنوان : طلّة رجا كلمات : الأخت…

عنقود المحبة

Audio CDs

العنوان : عنقود المحبة ألحان…

نبذة تاريخية

Sr Suzanne Al Ramy

نغمة حنان

Audio CDs

العنوان : نغمة حنان كلمات…

يسوع والمرأة

الأخت كاميليا القزي
chemaly & chemaly
إلى رهبانيّتي الأنطونيّة في يوبيلها الماسي لتبقى فيها…

Analyse & Pédagogie du discours et de récit

Sr Leila Iskandar

Formatrice des formateurs à l'École Publique, Soeur Leila a la passion des élèves…

Apocalypse de Jesus-Christ

Sr Clémence Hélou

Aux abords du troisème millénaire, l'Apocalypse…

Bouquet de belles histoires

Sr Clément-Marie Noujaim
Edilivre
Bouquet de Belles Histoires présente au lecteur des récits variés en relation…

Héritage de la musique orientale

Sr Thérèse Antar

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

أقراص الصوت

طلّة رجا

…

عنقود المحبة

العنوان : عنقود المحبة …

نغمة حنان

العنوان : نغمة حنان …

حبّك صلاتي

العنوان : حبّك صلاتي كلمات :…

حبّك صلا

العنوان : حبّك صلا كلمات : الأخت…

قائمة المنشورات

كنوز آباء الكنيسة(2018) الأخت كليمان ماري نجيم

(2014)

(2014)

صلوات للعذراء مريم(2015) الأخت كليمان ماري نجيم

الانجيل كلمة حياة(2016) الأخت كليمان ماري نجيم

تاريخ جمعية الراهبات الأنطونيات المارونيات - الجزء الثالث(2017) الأخت كليمان ماري نجيم الأنطونية والأباتي أنطوان راجح الأنطوني

تاريخ جمعية الراهبات الأنطونيات المارونيات -الجزء الأول(2016) الأخت كليمنص حلو الأنطونية

Jubilé d'Or(1982)

KITAB FI MA'ARIFAT AL-ANGHAM WA CHARHIHAe(2001) Sr Thérèse Antar

L'amour de Dieu dans la philosophie de SPINOZA(2008) Sr Judith Haroun

L'Education de l'Enfant dans la société traditionnelle au Liban(2009) Sr Clément-Marie Noujaim

La mère dans l'oeuvre de Mauriac(2009) Sr Clément-Marie Noujaim

La Paix en arc-en-ciel(2006) Sr Marie-Albert Ibrahim

Language floral des enfants libanais(1996) Bureau pedagogique des srs Antonines

Le fils aîné, figure à part(2001) Sr Céleste El Achkar

Les deux repas johanniques(2006) Sr Bacima El Khoury

Mon Beau Graphisme(1992) Sr Francois-Marie Mouhawej

Mon deuxième livre de musique(1998) Sr Thérèse Antar

Mon premier livre de musique(1996) Sr Therese Antar

Pour Votre Bonne Santé(2012) Sr Clément Marie NOUJAIM

Pre-Math(1992) Sr Francois-Marie Mouhawej

Quand le cedre fraternise avec le Palmier Tissage des liens(2004) Sr Marie-Albert Ibrahim

Rayon de sagesse(2011) Sr Clément-Marie Noujaim

Symbole et langage(1980) Sr Clémence Hélou

أثر التلفزيون في تربية المراهقين(1997) Sr Nazha El Khoury

الأبن الأكبر وجه مميز(1997) Sr Céleste El Achkar

الثقافة الموسيقيّة التذوّق الموسيقي(1998) Dr Toufik Kerbage et Sr Thérèse Dib Antar

الرهبنة قوّة حضور وسلطة محبّة(1992) Dr Samir Khoury

حب الله(1998) Sr Judith Haroun

حبّك صلا(1994) Audio CDs

حبّك صلاتي(2001) Audio CDs

طلّة رجا(2003) Audio CDs

عنقود المحبة(2003) Audio CDs

نبذة تاريخية(1980) Sr Suzanne Al Ramy

نغمة حنان(2003) Audio CDs

يسوع والمرأة(2007) الأخت كاميليا القزي

Analyse & Pédagogie du discours et de récit(2007) Sr Leila Iskandar

Apocalypse de Jesus-Christ(1997) Sr Clémence Hélou

Bouquet de belles histoires(2012) Sr Clément-Marie Noujaim

Héritage de la musique orientale(1999) Sr Thérèse Antar

1

2

3

4

5

كنوز آباء الكنيسة

الكتب
2018
الأخت كليمان ماري نجيم

يحتوي كتاب كنوز آباء الكنيسة على سيرة ذاتية لـــ 28 من آباء الكنيسة في القرون الثمانية الأولى للكنيسة ، تتبعها بعض النصوص المستمدة من أعمالهم.

تكشف لنا هذه النصوص الثروات التي لا تنضب من هؤلاء الآباء وغنى تعليمهم وأهمية هذا التعليم في الوقت الحاضر. فهي تسمح لنا باكتشاف قوة ايمانهم، وسمو عقيدتهم ، في مواجهة تقاليد اليهودية ، والتيارات الغنوسية ، وتيارات الفلسفة اليونانية ، والخلافات الكريستولوجية. كما أنهم يكشفون لنا أن الآباء هم البناؤون ، لأنهم ، انطلاقاً من الأساس الأول الذي وضعه الرسل ، وضعوا الهياكلية الأولى لكنيسة الله.

Suggérer une modification
الصور
Beginnings photos

احتفال القديس انطونيوس 2014
إتصل بنا

هاتف:961 4 870746 / 961 4 870 746

خليوي: 961 3 310145

فاكس:961 4 870 474

دير سيدة النعم الراهبات الأنطونيات - الرئاسة العامة
- ص.ب. 84 - برمانا - المتن لبنان

sgantonines@gmail.com

https://www.facebook.com/groups/Soeurs.Antonines.SG
https://twitter.com/Antoninesliban
مواقع إلكترونية

أيها الزائر الكريم تجد في ما يلي جميع المواقع الإلكترونية التابعة لمختلف رسالاتنا عبر العالم كما وتجد أيضا عدة مواقع أخرى متفرقة

البلد

www.antonines.org

دير سيّدة النعم ، الرئاسة العامّة

رومية

لبنان

www.cmd.antonines.org

دير وثانوية مار ضومط ، روميه

رومية

لبنان

www.bp.antonines.org

المكتب التربوي ، رومية

رومية

لبنان

www.qadish.org

المحترف للفن المقدّس ، رومية

رومية

لبنان

www.darelrahme.net

مستشفى دار الرحمة ، عين سعادة

عين سعاده

لبنان

www.enddd.net

دير ومدرسة سيدة العطايا ، الدكوانه

دير ومدرسة سيدة العطايا ، الدكوانه

الدكوانه

www.antonines-hazmieh.edu.lb

دير وثانوية السيدة ، الحازمية ، مار تقلا

الحازمية، مار تقلا

لبنان

www.antonines-hazmieh.edu.lb

دير وثانوية السيدة ، الجمهور

الجمهور

لبنان

www.asg.edu.lb

دير وثانويّة مار الياس ، غزير

غزير

لبنان

www.antonines-nabatieh.com

ثانويّة السيّدة ، النبطيّة

النبطية

لبنان

www.antonineszk.org

ثانوية مار يوسف ، زحلة كساره

زحلة كساره

لبنان

www.assadaboudfoundation.org

مؤسّسة أسعد عبّود ، عيتنيت

عيتنيت

لبنان

www.marantonios.com

ثانويّة ومعهد مار أنطونيوس التقني ، الخالديّة

الخالدية

لبنان

www.antonines.org

دير سيدة قنًوبين

قنوبين

لبنان

http://foyerprovidence.free.fr/accueil/index.htm l

بيت البروفيدنس للراهبات الأنطونيات

باريس

فرنسا

www.antoninesisters.ca

دير ومدرسة البروفيدنس للراهبات الأنطونيات

اوتاوا

كندا

www.antoninesisters.com

دير ودار العجزة للراهبات الأنطونيات

اوهايو

الولايات المتحدة الأميريكية

www.maronitesvictoria.org

www.antonine.catholic.edu.au

دير والثانوية الأنطونية

ملبورن

أستراليا

مواقع مفيدة

www.vatican.va

الكرسي الرسولي

www.bkerkelb.org

الاخوة الأنطونية

www.antonins.org

البطركية المارونية
دعوتي

دعوتي

موقع دعوتي يتوجّه بالدرجة الأولى الى الشبيبة التي تبحث عن دعوتها الخاصة في الحياة والتي تشعر بأن الرب يدعوها .

وهو يتوجّه أيضاً الى من يرافق الشبيبة التي ترغب في الاستجابة لنداء الرب والى كل من يريد مساعدتها على تمييز هذا النداء .

● الله ينتظرنا في ظروف حياتنا ...

الفكرة بأن الله يدعونا الى تحقيق هذا الهدف أو ذاك في حياتنا، تأتينا من خلال الظروف التي نمر بها، أو من خلال لقاء أو حدث مثير أو رغبة في أعماقنا...ونحن نريد فعلاً معرفة ما اذا كان الأمر يتعلق حقيقة بصوت الله، أو أنه يتعلق بكل بساطة بحلم يراودنا، أو بفكرة تهبط علينا، أوتنبع من

خيالنا...

●هذا النداء يمتلك كيانك ...

قبل ذلك النداء، كان في مقدورك تقول في نفسك "انك ستبني حياتك". وكان في مقدورك أن تقول انًّ ما تفعله، انَّ ما تريده حقاً كان "طريقك" الذي خطّطته. وها أنت في وسط الطريق، تجد أن هناك " دعوة" هبطت عليك فشدّتك وأسرتْك، وهذه الدعوة دفعتك الى أن تتبع طريقاً آخر. كيف حدث هذا ؟ كيف حصل أن نرغب في الانتماء الى "آخر" ، أن نكون له أكثر من أن نكون لأنفسنا بالذات ؟ ...

● لابد من "وقت" من أجل هذا ...

انَّ مسألة دعوتنا ، ولنقل أيضاً قضيتها وموضوعها، لمسألة جميلة، جذّابة وعميقة. ولا بدَّ من وقت أحياناً كي نعي مداها وأبعادها. وهذه "الدعوة" قادرة على "ملاحقتنا" داخلياً وعلى ملازمتنا وهذا طبيعي لأن حياتنا كلها صارت على "المحك" وأصبحت في مهبٍّ ما...

●الخيار...

عندما نختار دخول مدرسة اكليريكية ، أو جماعة رهبانية، فليس هذا أولاً بسبب ميل شخصي أو تبعاً لمزاج شخصي، أو على الأقل لأننا نهدف الى تحقيق مشروع مهنة أوعمل... لا، هذا جواب واقعي ودقيق على ما فهمناه كأنه دعوة من الله، وعلى ما شعرنا به إزاء تلك الدعوة ، هذه "الدعوة" الشخصية لامست قلبنا وألهبتنا ، دعوة كالنار المتأججة تتبلور جمراً من خلال رغبة

نريد أن نستجيب لها ونحققها...

الطالبية والابتداء في جمعية الراهبات الأنطونيات
يقتضي لقبول طالبة الترهّب في الطالبيّة القانونيّة أن:
✥ لا يقلّ عمرها عن السابعة عشرة.
✥ تطلب الإنضمام إلى الرهبانيّة بحريّة وبدون إكراه.
✥ يكون لديها اعتبار كبير للدعوة الرهبانيّة ومقدرة على الانتماء...
والعيش المشترك بصدقٍ وتفانٍ.
✥ تتحلّى بالتقوى والروح الطيّبة وحبّ الخدمة.
✥ تكون سليمة الصحة الجسديّة والأخلاقيّة والعقليّة.
✥ تكون ذات مستوى علمي مقبول، من
دون أن يكون هذا المستوى عائقًا لقبولها في الطالبية.
✥ تكون قد عاشت في محيط طبيعي خالٍ من عيوبٍ وراثيّة
أو عوامل إجتماعيّة وعائليّة.
✥ تتعرّف الرهبانية إلى أوضاع أهلها وإلى محيطها العائلي
والاجتماعي بوساطة معلّمة الطالبات.

يهدف الابتداء إلى :
✥ التعرّف إلى الذّات من المبتدئة، والإلتزام الشخصيّ بنموّها وتطوّرها.
✥ التدرّب على الإصغاء إلى روح الله، والإتّحاد به بالصلاة التأمليّة والقراءة الربانيّة.
✥ التعرّف إلى روحانيّة الرهبانيّة في جوّ من التأمّل والصلاة والعمل والمشاركة الأخويّة.
✥ إختبار الحياة الرهبانيّة والتعرّف إلى تاريخها وقوانينها ورسومها.
✥ التعرّف إلى الحياة الرسوليّة واختبارها ضمن مؤسّسات الرهبانيّة.

Afficher la suite

1953-1959 (3)

1965-1971

1977-1983

1983-1989

1989-1995

1995-2001

2001-2007

2007-2013

2013-2019

2019-2025

1953-1959 ⁽³⁾